أمريكا تعيد ترتيب الأوراق في الرقة.. ما علاقة “تنـ.ـظيم الدولة” ؟!
بعد حادثة هروب 5 عناصر من مسلحي “تنـ.ـظيم الدولة” أثناء نقلهم من سجن إلى آخر في الرقة، عادت إلى الواجهة قضية معتقلي “التنظـ.ـيم” في سجون “قسد”.
الفارون، والذين يحملون الجنسيات الروسية والأفغانية والليبية بحسب مصادر مطلعة، تمكنوا الأسبوع الماضي من الهروب من مركبة كانت تنقلهم من سجن “صوامع الرشيد” إلى سجن المدينة المركزي في الرقة، لكن تم القبض على اثنين منهم لاحقاً، بحسب بيان لاحق من “قسد”.
على أثر ذلك، استنفرت القوات الأمريكية دورياتها في المدينة ومحيطها بحثاً عن الفارين الثلاثة، وزارت عدة سجون منها “التعمير”، و”الأحداث”، و”المركزي” لـ”سد أي ثغرات أمنية ومنع هروب سجناء آخرين”.
تابعونا عبر فيسبوك
في الوقت نفسه، نفذت “قسد” بدعم من “التحالف الدولي”، عدة مداهمات في الرقة والمناطق المحيطة بها بحثاً عن الفارين. كما ألقت القبض على شخص يُعتقد أنه قيادي في “التـ.ـنظيم”.
في هذه الأثناء، أصدرت القيادة المركزية الأمريكية بياناً تعلن فيه عن “اعتقال القيادي في تـ.ـنظيم الدولة”، خالد الدندل، بتهمة مساعدة الفارين، محذرة من استمرار سعي “التنظـ.ـيم” لتحرير عناصره المحتجزين بهدف إعادة ترتيب صفوفه.
كما أشارت مصادر ميدانية إلى أن “قسد” اعتقلت عدداً من الأفراد بتهمة “تسهيل هروب العناصر الخمسة”، وتواصل عمليات المداهمة اليومية في مناطق مختلفة من الرقة للبحث عن الفارين الثلاثة، وهم الروسي تيمور عبداش والأفغانيان شعيب العبدلي وعطال خالد زار.
وتأتي هذه الجهود في إطار الضغط الأمريكي على “قسد” لـ”ضمان القبض على الهاربين”.
وفي إطار التعامل مع هذه القضية، بدأت واشنطن “إعادة ترتيب سجون معتقلي التنـ.ـظيم في الرقة ودير الزور، ونقلت نحو 90 من عناصر التنظيم إلى سجن الثانوية الصناعية في الحسكة، حيث توجد قاعدة عسكرية أمريكية، مما يوفر أماناً أكبر للسجون”، وفقاً للمصادر.
من جهتها، تهدف واشنطن إلى تصفية ملف السجون والمخيمات الخاصة بـ “التنـ.ـظيم” في سوريا قبل انسحابها المتوقع من العراق بنهاية 2026، وهو ما قد يتبعه انسحاب من سوريا.
وتواجه الولايات المتحدة تحديات كبيرة في إدارة هذا الملف، حيث يوجد أكثر من 65 ألف معتقل في سجون “قسد”، منهم 10 آلاف من عناصر “التنـ.ـظيم” المثبت انتماؤهم له، فيما البقية متهمون بتقديم الدعم.
المسؤولون الأمريكيون يرون أن الحل الأمثل يكمن في إعادة السجناء إلى دولهم الأصلية، لكن بعض الدول تواجه صعوبات في معالجة هذا الملف بسبب ضعف الإرادة السياسية والإمكانات اللازمة للتحقيق معهم وإعادة دمجهم في مجتمعاتهم.
من جانب آخر، يبقى هذا الملف معلقاً بمستقبل الوجود الأمريكي في سوريا ومدى ارتباطه باستراتيجية واشنطن تجاه المنطقة.
شاهد أيضاً : تعزيزات ضخمة.. أمريكا تدجج الحسكة بالأسلحة والمعدات ؟!