“آزوف ستال” صيد ثمين وهدية يوم النصر لروسيا
اقتصرت أخبار الحرب الروسية – الأوكرانية خلال الفترة الأخيرة على التقارير الصادرة عن مصنع آزوف ستال، وما يحويه من مقاتلين أجانب ومدنيين محاصرين.
المصنع الذي يقع في مدينة ماريوبول، تقول موسكو إنه يحوي مقاتلين أجانب يتخذون من المدنيين دروعاً بشرية، لمنع القوات الروسية من اقتحامه أو استهدافه.
منذ شهر تقريباً، بدأت عمليات إجلاء المدنيين من المصنع، وأول أمس صدرت تصريحات عن الرئيس الأوكراني زيلينسكي، يؤكد فيها تحرك دول مؤثرة، لفك الحصار عن المقاتلين المحاصرين.
تابعنا عبر فيسبوك
وتشير تصريحات زيلينسكي إلى أهمية المصنع وما يحويه، للسلطة الاوكرانية ومن خلفها الغرب، الذي يحاول، بحسب روسيا التغطية على “المرتزقة الأجانب”، بالحديث عن “حصار مدنيين”.
صيد ثمين بعد إجلاء المدنيين
الإعلام الروسي يتحدث عن صيد ثمين داخل المصنع الذي بني في زمن الاتحاد السوفياتي، والمجهز بملاجئ محصنة ومقاومة للسلاح النووي، بعمق يتراوح ما بين 25-30 متر تحت الارض.
ويترافق ذلك مع دعوة موسكو، لاستسلام المسلحين في المصنع، الذين تطلق عليهم اسم “مرتزقة النيو نـ.ازي”، وتقدر السلطات الروسية عدد الأشخاص عسكريين ومدنيين في داخل المصنع ما بين 1000-1500 شخص.
خلال اليومين الماضيين، انتشرت معلومات عن تحصير القوات الروسية لاقتحام المصنع، ليكون تحريره أو السيطرة عليه، بمثابة الهدية للرئيس فلايمير بوتين في يوم النصر، الذي يصادف الاحتفال به يوم غد الإثنين.
وتأتي المعلومات مع إعلان كييف عن إجلاء جميع النساء والأطفال والمسنين من المصنع يوم السبت، والتحضير للمرحلة الثانية من العملية، في وقت أشارت روسيا إلى اكتمال عمليات الإجلاء.
عين روسيا على ماريوبول
من المعتقد أن روسيا تركّز هجماتها في الأيام الأخيرة على منطقة دونباس من أجل المطالبة الكاملة بالمنطقة في أية مفاوضات قادمة، وتمكينها من إنشاء طريق بري من روسيا إلى شبه جزيرة القرم، التي ضمتها في عام 2014.
ويبدو أن مدينة ماريوبول هي جزء أساسي من هذه الخطة، حيث سيساعد الاستيلاء عليها روسيا على تأمين الرابط بين شبه جزيرة القرم ودونباس، وبالتالي بين الأراضي الروسية والأراضي التي أعلنت استقلالها عن أوكرانيا.
ولا ينقص استكمال السيطرة على ماريوبول إلا مصنع آزوف ستال، لذلك يمكن تفسير لماذا أرسلت أوكرانيا تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المصنع، والتي انتهى مصيرها لاحقاً بحصار خانق من قبل القوات الروسية.
قد تكون نهاية الحرب في أوكرانيا، محصورة في هذه الجزء الجغرافي، خصوصاً أن الحديث في بداية الحرب، كان حول سعي موسكو لإنقاذ الناطقين بالروسية في شرق أوكرانيا، وتأمين هذه المناطق من أي هجمات مستقبلية.
شاهد أيضاً: تحركات نووية لكوريا الشمالية.. تثير قلق أمريكا وحلفائها