“البيضة أم الدّجاجة”.. الجدل يحسم ؟!
باختصار، ورداً على السؤال الذي حير العالم عبر التاريخ وهو: “أيهما جاء أولاً الدجاجة أم البيضة؟”، يقول العلماء إن البيضة تطورت أولاً قبل الدجاجة بأكثر من نصف مليار سنة، لكن الدجاجة الأولى المستأنسة لابد أنها فقست قبل وضع أول بيضة دجاجة.
وزعم العلماء أنه على الرغم من أن البيض تطور قبل الدجاجة بملايين السنين، فإن هذا لا يعني بالضرورة أن “بيضة الدجاجة” جاءت أولاً.
لقد وجدت البيضة منذ ما يقرب من عمر كل أشكال الحياة على الأرض، فباستثناء الثدييات، تضع كل أنواع الحيوانات تقريباً البيض.
وقال العلماء أن “البيض هو الطريقة المفضلة للتطور وانتقال الجينات للأجيال اللاحقة في الوقت المناسب، وقد يكون تطور البيض الأول مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بميلاد الحياة كما نعرفها”.
تابعونا عبر فيسبوك
وقبل هذا التطور، كانت الكائنات الحية تتكاثر من خلال شكل من أشكال الاستنساخ، مما ينتج عنه مجموعة متطابقة وراثياً كانت معرضة بشدة للفيروسات والطفيليات.
وأوضح العلماء: “بدون الجنس، وبالتالي البيض، نعتقد أنه من المرجح أن تدمر الفيروسات الأفراد مما يعني أنهم يموتون في كثير من الأحيان”.
ولا شك أن البيض القديم كان مختلفاً تماماً عما نعتبره بيضاً اليوم، وكان من الممكن أن يكون قد تم وضعه من قبل قنديل البحر أو مخلوقات شبيهة بالديدان منذ فجر التاريخ.
ووفقاً للعلماء، فقبل 600 مليون سنة، تشير الحفريات من الصين إلى أن البيض كان صغيراً للغاية، ليس أكثر سمكاً من شعرة الإنسان.
ونظراً لأن هذا كان قبل مئات الملايين من السنين قبل أن تغامر الحياة حتى بالخروج إلى الأرض، فمن الآمن أن نقول إن البيضة جاءت قبل الدجاجة.
وبالنسبة لغالبية منا الذين يعتقدون أن البيض أشياء ذات قشرة صلبة يمكن فتحها، فقد لا تكون هذه إجابة مرضية للغاية.
ولسوء الحظ بالنسبة لأي شخص ما زال يراهن على الدجاج، فإن أول بيضة ذات قشرة صلبة ظهرت في وقت أبكر بكثير من الدجاجة.
تابعونا عبر فيسبوك
وقالوا إن الإجابة على السؤال الجدلي: “إذا قمت بإدراجها، في إشارة إلى البيض ككل، فإن الإجابة هي بالتأكيد بيض”.
وينحدر الدجاج المحلي الأول من نوع من دواجن الغابة الحمراء يسمى “غالوس غالوس”، الذي تطور منذ حوالي 50 مليون عام.
ويعتقد الباحثون أنه عندما بدأ البشر في إزالة مناطق الغابات لزراعة الأرز والدخن، بدأت الطيور من الغابة تتجمع على حواف الحقول الجديدة.
وبمرور الوقت، ومع تكيف الطيور مع جيرانها الجدد، أصبحت أكثر اعتياداً على البشر وأقل إقليمية، وبدأت في تربية مجموعات أكبر من الكتاكيت.
وفي النهاية، أدى هذا إلى تحويل بعض دواجن الغابة البرية إلى نوع جديد أصبح يُعرف باسم الدجاج الأليف أو المستأنس أو “غالوس غالوس دوميستكس”.في السابق، اعتقد الباحثون أن أول دجاجة منزلية حقيقية ظهرت منذ حوالي 10000 عام.
ومع ذلك، يكشف التحليل اللاحق أن العديد من عينات “الدجاج” المفترضة كانت في الواقع تنتمي إلى طيور برية أخرى مثل البط.
وتشير دراسات أحدث إلى أن البشر في جنوب شرق آسيا قاموا بتدجين هذه الطيور لأول مرة ما بين 1650 قبل الميلاد و1250 قبل الميلاد.
وعلى الأكثر، هذا يعني أن عمر الدجاجة حوالي 3500 عام.
تابعونا عبر فيسبوك
في حين أن عمر الدجاج بضعة آلاف من السنين فقط، فإن البيضة، من ناحية أخرى، يعود تاريخها إلى ملايين السنين إلى زمن الديناصورات.
ويقول الباحثون: “إن أول بيضة وضعت على الأرض ربما جاءت في وقت لاحق خلال العصر الكربوني بين 358 إلى 298 مليون سنة مضت، ووضعتها الزواحف المبكرة”.
من المرجح أن تكون هذه البيض ذات قشرة ناعمة مثل بيض الزواحف الحديثة مثل الثعابين.
ويوضح الباحثون إن أول بيضة ذات قشرة صلبة ظهرت خلال العصر الجوراسي المبكر، وقد وضعتها الديناصورات.
وتم العثور على بيض متحجر وضعته الديناصورات ذات العنق الطويل، وهي العائلة التي تضم برونتوصور وديبلودوكوس، يعود تاريخها إلى 195 مليون سنة.
وكان من الممكن أن تبدو هذه البيضة أشبه بالبيض الذي نتعرف عليه من العديد من الطيور والسحالي اليوم.
في العام الماضي، اكتشف العلماء مفرخة ضخمة للديناصورات تحتوي على 91 عشاً لتيتانوصور و256 بيضة، مما يدل على أن هذه المخلوقات العملاقة كانت تعشش معاً تماماً مثل الطيور.
حتى لو اقتصر بحثنا عن البيض على تلك التي تضعها الطيور فقط، فإن الدجاج لا يزال يخسر بأكثر من 100 مليون عام.
ومنذ نحو 150 مليون عام، ظهر الأركيوبتركس، أول طائر تطور من الديناصورات.
وبالمثل، فإن أقدم بيضة أحفورية مؤكدة يُعتقد أن طائراً وضعها يبلغ عمرها حوالي 127 مليون عام، ويعود تاريخها إلى العصر الطباشيري المبكر، لذا، من الناحية التطورية، جاءت البيضة بالتأكيد قبل الدجاج.
شاهد أيضاً : “ميلتون”.. الإعصار الذي حول فلوريدا إلى كومة من الدمار ؟!