آخر الاخباررئيسيستوريسياسة

وفاة فتح الله غولن.. المنافس لأردوغان وعدو الإخوان ؟!

توفيَّ رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة وزعيم جماعة الخدمة فتح الله غولن عن عمرٍ ناهز الـ83 عاماً، الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب عام 2016.

فتح الله غولن داعية سياسي تركي، بدأ حياته على منابر المساجد، وتحول إلى شيخ طريقة وقائد جماعة، مزج التصوف بالسياسة، فحارب حزب العدالة والتنمية ذي التوجه الإخواني، وأيد العسكريين وتحالف مع العلمانيين.

المولد والنشأة

ولد فتح الله غولن يوم 27 أبريل/نيسان 1941 في قرية “كوروجك” بمحافظة أرضروم التركية، في عائلة متدينة.

الدراسة والتكوين

درس القرآن في بيت أهله على والدته رفيعة خانم التي حرصت على تعليمه، ويؤكد إنها كانت توقظه في الليل لتقرئه القرآن، وأنه حفظه في زمن قياسي.

التحق بمدرسة دينية في طفولته، وكان يتردد على الدائرة الصوفية (التكية) ليتلقى تربية روحية إلى ‏جانب العلوم الدينية التي بدأ يتلقاها من علماء معروفين.

تابعونا عبر فيسبوك

درس النحو والبلاغة والعقائد والفقه وأصوله على عثمان بكتاش، ولم يهمل دراسة العلوم الوضعية ‏والفلسفية، التي عمق مطالعاتها ودراستها بعدئذ.

الوظائف والمسؤوليات

عمل إماما في جامع (أُوجْ شرفلي) بمدينة أدرنة التي مكث فيها سنتين ونصف السنة، ثم بدأ عمله الدعوي في أزمير بجامع “كستانه بازاري” وفي مدرسة تحفيظ القرآن التابعة للجامع.

التوجه الفكري

يعتبر غولن من أتباع التصوف، ويصنف صوفيا في أفكاره ودعوته، وقد تأثر في توجهاته المعلنة ببديع الزمان سعيد النورسي، صاحب “رسائل النور” الذي لم يلتقه.

ورغم ذلك البعد، فإنه يضع الإسلام والقومية والليبرالية في كفة واحدة، ويرى أن الإسلام ليس أيديولوجية سياسية أو نظام حكم أو شكلاً من أشكال السلطة.

تابعونا عبر فيسبوك

خلال النصف الثاني من القرن العشرين كان أحد الرواد الذين شكلوا الجيل الثاني من الحركة النورسية بعد تفرقها، فأنشأ ما سمي لاحقا بـ”جماعة الخدمة” التي تعتبر أحد أهم وأقوى فرق الجماعة الأم.

وكان قد أسس، عندما كان يعيش في تركيا، حركة “هيزمت” Hizmet التي تعني “خدمة” باللغة التركية، والتي تسعى، بحسب أتباعها، إلى نشر نسخة معتدلة من الإسلام؛ تعزز التعليم على النمط الغربي والأسواق الحرة والتواصل بين الأديان.

وانتشرت الحركة من خلال دعم وسائل الإعلام والصحافة وبناء المدارس في دول إفريقية وآسيوية، كما عززت من وجودها داخل المجتمع التركي، خاصة في الإدارة.

الانقلاب الفاشل

عرفت علاقة جماعة غولن بحزب العدالة والتنمية التركي تطوراص مفصلياً في ديسمبر/كانون الأول 2013، إثر اتهام الحكومة لأفراد في الجماعة بالوقوف خلف عمليات تنصت غير قانونية، واختلاق تسجيلات صوتية. ووصفت الحكومة الجماعة بالكيان الموازي، وألغت جواز سفر غولن المقيم في الولايات المتحدة، وشنَّت حملة دبلوماسية لإغلاق مدارس الجماعة خارج تركيا، ووضعت آليات تمويلها تحت رقابة الدولة.

بالمقابل، اتهم غولن حزب العدالة والتنمية الحاكم بجرِّ البلاد نحو الاستبداد، وأضاف في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز يوم 3 فبراير/شباط 2015 أن الحزب يمارس القمع بحق المجتمع المدني، موضحاً أن الحزب بإجراءاته جعل حلم الأتراك بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي يتبدد.

تابعونا عبر فيسبوك

وشنت أجهزة الأمن التركية من جهتها حملة اعتقالات في صفوف رجال شرطة اتهموا بالقيام بعمليات تنصت غير شرعي.

اتهم المسؤولون الأتراك غولن وجماعته بالتورط في محاولة انقلاب 15 يوليو/تموز 2016 الفاشلة. لكن غولن ندد في بيان مقتضب “بأشد العبارات” بمحاولة الانقلاب، ونفى تورطه أو جماعته في الانقلاب الذي جرى، وعلق على ذلك بقوله “من المسيء كثيراً بالنسبة لي كشخص عانى من انقلابات عسكرية عديدة في العقود الخمسة الماضية، أن أتهم بأنني على أي ارتباط كان بمثل هذه المحاولة”، مضيفا “أنفي بصورة قاطعة مثل هذه الاتهامات”.

شاهد أيضاً: تصريح إيراني أشعل الخلاف بين طهران وبيروت ؟!

زر الذهاب إلى الأعلى