بعد دول عدة.. “كيبيك” تسمح بـ”القتل الرحيم” وفق شروط ؟!
أعلنت السلطات في “كيبيك” عن إمكانية اعتماد القتل الرحيم لمرضى التنكس العصبي، عن طريق كتابة إقرار نموذج مشابه للوصية، تحسباً للوصول إلى مراحل متأخرة من هذا المرض.
أُجيز القتل الرحيم في “كيبيك” منذ عام 2015، وتُعتبر الطلبات المسبقة للقتل الرحيم قانونية، في كلٍ من هولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ وكولومبيا، حيث يمكن أن يصبح بعض المرضى غير قادرين على التعبير عن رغبتهم في تلقي الرعاية.
كانت “كيبيك” بالفعل المقاطعة ذات أعلى نسبة من الوفيات المرتبطة بالقتل الرحيم على مستوى العالم قبل إقرار الخطوة الجديدة، حيث شهدت المقاطعة 5686 حالة قتل رحيم في عام 2023، وهو ما يمثل 7.3% من الوفيات.
وتضمنت أغلب الحالات أشخاصاً بعمر 70 عاماً أو أكثر، يعانون من مرض السرطان، بتشخيص يحدد لهم عاماً واحداً أو أقل من الحياة المتوقعة.
أكدت ماري إيف بوتييه، أستاذة بكلية الطب في جامعة مونتريال، على أن “القبول المجتمعي واسع جداً وهناك توقعات كبيرة”، مشيرة إلى أن “الكثيرين سيرغبون في تقديم طلبات”، لكنها أشارت إلى أن “المعايير صارمة جداً”.
تابعونا عبر فيسبوك
ينص قانون “كيبيك” على أن تقييم حالة المريض يعتمد على رأي طبيبين مختصين أو ممرضين ممارسين، ليقرروا ما إذا كانت معاناته الجسدية أو النفسية “مستمرة ولا تطاق” ولا يمكن تخفيفها.
ويجب على المريض توضيح المظاهر السريرية التي يعتبرها غير محتملة مثل عدم قدرته على التعرف على أبنائه أو الإصابة بسلس البول، والتي تحدد اللحظة التي يتم فيها تنفيذ القتل الرحيم بحقه.
بينما يُعتبر القتل الرحيم موضوع إجماع واسع في المقاطعة الكندية الناطقة بالفرنسية، فإن الطلبات المسبقة تحظى بالترحيب، إلا أن هناك تحفظات من بعض الأطباء حيالها.
صرح الطبيب والعضو في لجنة الرعاية الخاصة بنهاية الحياة في كيبيك “دافيد لوسييه”: ” أن الأمر الأكثر صعوبة سيكون تنفيذ القتل الرحيم لشخص لا يتذكر أنه طلب هذا الإجراء”.
وإذا قام المريض “بحركة تعبر عن رفضه”، فيجب على الطبيب إلغاء الإجراء فوراً، وأضاف: “أما إذا قاوم المريض، وهو أمر شائع لدى المصابين بالزهايمر، فيمكن اعتماد الإجراء؛ وهو ما سيثير أسئلة أخلاقية لدى المتخصصين الطبيين”.
بينما عبر كلود ريفار عن مخاوفه، مشيراً إلى أن تنفيذ القتل الرحيم على العديد من الحالات خلال السنوات العشر الماضية قد يتطلب تقييد المريض لتمكينه من حقنه عن طريق الوريد.
وأوضح قائلاً: “قد يعتبر أفراد العائلة ذلك بمثابة إعدام”، وهو وضع مختلف تماماً عن الحالة التي يعبّر فيها المريض بنفسه: “نعم، أريد ذلك”، ويمد ذراعه لأخذ الحقنة.
من جهته، سجّل الطبيب لوران بوافير، الذي يقوم بتطبيق القتل الرحيم منذ العام 2015، أن هذه المخاوف افتراضية، معتبراً أنه لا مشكلة في الخطوة الجديدة المتعلقة بالطلبات المسبقة.
وقال: “سأستجيب لرغبة الشخص المؤهل لذلك، والذي كانت حياته تعتبر كريمة، وقد تغير كل شيء بالنسبة إليه”.
شاهد أيضاً : خطر كبير في مشروبات الطاقة.. احذروا “التورين” ؟!