تصعيد أمريكي في سوريا والمنفّذ «تركي وإسرائيلي»
لا يمكن فصل التصعيد الإسرائيلي على ريف حماة عن الهجوم الذي تعرضت له حافلة للجيش السوري في ريف حلب، خصوصاً أنهما جاءا في نفس اليوم، وعلى شكل تصعيد غير معتاد.
صباح الجمعة، استهداف حافلة للجيش السوري في بلدة عنجارة بريف حلب الغربي، يؤدي إلى ارتقاء 10 جنود للجيش السوري، وفي مساء اليوم نفسه، عدوان إسرائيلي على مركز البحوث العلمية في مصياف بريف حماة، يؤدي إلى 5 شهداء عسكريين ومدنيين.
رسالتان من الولايات المتحدة، الأولى موجهة لروسيا، أرادت من خلالها واشنطن زيادة الضغط على موسكو من بوابة الملف السوري، وعبر اعتداء جوي إسرائيلي قريب من القواعد الروسية في الساحل.
تابعنا عبر فيسبوك
الثانية موجهة لإيران، تعهدت تركيا بإيصالها، عبر استهداف فصيل موالٍ لها حافلة تابعة للجيش السوري في بلدة عنجارة بريف حلب الغربي، واللافت أن الاعتداء استُكمل أثناء تشييع الشهداء، باستهدف بلدتي نبل والزهراء بالقذائف الصاروخية.
من خلال هذا التصعيد الممنهج، يمكن الكشف عن تناغم مكشوف بين الإسرائيلي والتركي، مدفوع من العاصمة الأمريكية، التي تريد الضغط على روسيا المنشغلة بالعملية العسكرية في أوكرانيا، بحيث تضعها أمام خيار التراجع عن الاتفاقيات الموقعة مع تركيا في مناطق خفض التصعيد.
وفي اتجاه موازٍ تهديد لإيران، التي أعادت نفسها اقتصادياً إلى سوريا في زيارة الرئيس الأسد، وهو ما قد يكون أزعج تركيا قبل “إسرائيل”، لاسيما أن الخلاف بين أنقرة وطهران، ظهر جلياً في الأسبوع الأخير في قضية نهر أراس الحدودي، الذي أعاد فتح ملف الخلافات الحدودية بين البلدين.
التصعيد الميداني الأخير، قد يضع سوريا فوق صفيح ساخن قابل للانفجار في الأيام المقبلة، لاسيما أن الضربتان لن تمران دون ردّ حقيقي في الوقت المناسب، لأنهما تمثلان ضربة لمحور كامل، قد يكون انتظاره إلى ما بعد الانتخابات النيابية اللبنانية.
شاهد أيضاً: الداخلية السورية تكشف تفاصيل حادثة «محاولة انتحار فتاة» في حلب