عودة ترامب.. ما هي المكاسب والمخاطر على الصعيد السوري ؟!
بعد غياب لـ4 أعوام عاد الجمهوري المثير للجدل دونالد ترامب إلى حكم أمريكا من جديد، عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.
ومنذ إعلان فوز ترامب، بدأت القوى الدولية والإقليمية في غرب آسيا إعادة ترتيب استراتيجياتها وتوقعاتها بشأن مستقبل سوريا. وسط تسابق الجميع لفهم السياسة الجديدة التي سيعتمدها ترامب وفريقه في ولايته الجديدة، مما يدفع لمراجعة مكاسب ومخاطر المرحلة المقبلة على الساحة السورية، بحسب ما يراه محللون.
حلفاء ترامب من فترته الرئاسية الأولى بدأوا في استغلال العلاقات السابقة معه، غير واضحين بعد ما إذا كانوا يتعاملون مع ترامب القديم أو نسخة جديدة منه، خاصة أنه شخص معروف بحس غرائزي في اتخاذ القرارات. فـ”ترامب” لا ينسى من أساء إليه ويحرص على استبعادهم، كما فعل مع شخصيات بارزة مثل مايك بومبيو ونيكي هيلي، مما قد يعكس تغيرات في السياسة الأمريكية، خاصة في سياق توجهاته الاقتصادية والشعار الذي يعتمده “أمريكا أولاً”.
من بين أول المبتهجين بعودة ترامب، كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي بدأ يراهن على انسحاب أمريكي من سوريا، مما يفتح المجال أمام أنقرة لـ”استعادة مناطق الشمال السوري وفرض سيطرتها عليها”.
تابعونا عبر فيسبوك
التصريحات التركية، بما في ذلك تلك التي صدرت من ابنة أردوغان، إسراء، تشير إلى التفاؤل بعودة ترامب وتوقعاتهم بوقف إيران عند حدودها. ومع تصريحات ترامب حول السيطرة على منبج ومناطق أخرى، ترى أنقرة في ذلك فرصة لتعزيز نفوذها في الشمال السوري وملء الفراغ الناتج عن انسحاب القوات الأمريكية المحتمل.
ويسعى أردوغان كذلك لاستغلال هذه العودة لتخفيف الضغوط الروسية عليه بخصوص المصالحة مع دمشق، لكنه يجد نفسه في موقف صعب بشأن المجموعات المسلحة التي تدعمها تركيا. رغم أن ترامب معروف بمعارضته لها، إلا أن أردوغان يواصل رهانه على إمكانية المناورة بين القوى الكبرى، بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة.
من جانبها دمشق، تأمل في تحقيق بعض المكاسب من عودة ترامب، على الرغم من التجربة السابقة الصعبة معه، حيث كان وراء “قانون قيصر” الذي فرض عقوبات قاسية على سوريا. ومع ذلك، تراهن القيادة السورية على التزام ترامب بالانسحاب التدريجي من سوريا، باستثناء قاعدة التنف، مما قد يتيح لها فرصاً جديدة بالتعاون مع روسيا، وفق ما يراه محللون سياسيون.
الرهانات السورية برزت بوضوح في قمة الرياض الأخيرة، حيث أكد الرئيس السوري بشار الأسد موقف بلاده الثابت في مواجهة أي محاولات لتقسيم سوريا أو التأثير على وحدتها.
وقال محللون: إن دمشق تنظر أيضاً بعين الاهتمام إلى التطورات الجارية في فلسطين ولبنان، حيث ترى فيها جزءاً من إعادة تشكيل خرائط المنطقة. كما أن الأسابيع المقبلة، وفق الحسابات السورية، ستكون حاسمة في تحديد مستقبل سوريا والإقليم قبل تولي ترامب لمهامه الجديدة، وهي تدرك أن توازنات القوى في المنطقة قد تشهد تغيرات كبيرة في الفترة المقبلة.
وختم المحللون، أن دمشق ترى أن الفرصة لا تزال قائمة لتحقيق مكاسب سياسية وجغرافية في سوريا، ولكن بشرط اقترانها بتغييرات داخلية إيجابية، خصوصاً مع تزايد احتمالات نجاح قوى المقاومة في فرض شروطها على الأرض.
شاهد أيضاً : الرئاسة التركية تتحدث تواصل مستقبلي مع سوريا ؟!