معاناة لا تنتهي.. نازحو الشمال السوري في وسط العاصفة ؟!
جراء العاصفة الهوائية أمس وصباح اليوم، تضرر أكثر من 318 مخيماً يقطنها أكثر من 21 ألف نازح في مناطق الشمال السوري وفق إعلام محلي.
غلاء محروقات
وفي تلك المناطق يواجه أكثر من 1574 مخيم تضم أكثر من 1.5 مليون شخص، أزمة خانقة في تأمين مواد التدفئة الأساسية نتيجة غياب الدعم اللازم من قبل المنظمات الانسانية، حيث ارتفعت أسعار المحروقات هناك بنسبة 28 بالمئة.
تابعونا عبر فيسبوك
يُذكر أن تلك المناطق خاضعة لسيطرة حكومة الجولاني “حكومة الإنقاذ السورية”، حيث تشهد تلك المناطق انفلاتاً أمنياً وأعمال سطو مسلح ونهب وتدنياً في المستوى المعاشي.
سرقة موصوفة
يُذكر أيضاً أنَّ قوات الجولاني تجني أموالاً طائلة مما يسمى “الحراقات” مصافي نفط بدائية، حيث تحتكر سوق المحروقات وتبيعه بأثمان مرتفعة وفقاً لشهادات أدلى بها قاطنو تلك المخيمات.
ويجعل هذا الارتفاع الحصول على التدفئة اليومية تحدياً يفوق قدرة معظم الأسر النازحة، حيث تضطر الأسرة الواحدة للعمل لثلاثة أيام متواصلة لتأمين احتياجات يوم واحد فقط من التدفئة.
اللجوء إلى وسائل تدفئة غير آمنة
تدفع هذه الأزمة الأسر النازحة إلى استخدام مواد غير آمنة للتدفئة، مثل المواد البلاستيكية، ما يؤدي إلى انبعاثات سامة تسبب حالات اختناق ووفيات داخل الخيام.
شاهد أيضاً: “قسد” تبيع والفصائل تشتري.. مخلفات النفط تقتل النازحين ؟!
بالإضافة إلى ذلك، يعمد البعض إلى جمع مواد التدفئة من الأراضي الزراعية المحيطة، مما يعرضهم لخطر المخلفات الحربية غير المنفجرة، التي تسببت في العديد من الإصابات والوفيات خلال العام الماضي.
تابعونا عبر فيسبوك
ولا تقتصر التأثيرات السلبية لهذه الأزمة على الصحة والسلامة فقط، بل تشمل تحديات إنسانية كبيرة في ظل محدودية الموارد والإمكانات المتاحة في المخيمات.
معاناة ما بعدها معاناة
يقول عبد السلام اليوسف مدير مخيم التح في منطقة معرة مصرين شمالي إدلب في تصريحات لإعلام محلي: إن الأهالي لديهم هواجس ومخاوف مع كل فصل شتاء يأتي، والذي يتزامن مع بداية العام الدراسي وتجهيز العائلات للمونة الشتوية.
وأضاف أن معيلي الأسر لا يملكون المال لتأمين متطلبات التدفئة قبل فصل الشتاء ولا حتى المتطلبات المعيشية الأخرى، إنما يعيشون بالحد الأدنى، وسط انتشار حالة الفقر لدى غالبية قاطني المخيم، بسبب انعدام فرص العمل والغلاء الكبير في الأسعار.
تابعونا عبر فيسبوك
وأفاد اليوسف أن قسماً كبيراً من الأسر القاطنة في المخيمات يتجولون في الأراضي الزراعية لتأمين بقايا أغصان الأشجار لتجميعها لأجل التدفئة.
ولفت اليوسف إلى أن الأهالي مشغولون باتخاذ التدابير لتجهيز الخيام لفصل الشتاء خشية تأثرها بالتغيرات المناخية كما العام الماضي، إضافة لقيام بعضهم باستدانة ثمن الحطب لشرائه في الوقت الحالي، ظنًا منه أنه سيرتفع في فصل الشتاء.
لا مساعدات
وفيما يخص المساعدات الإنسانية للمخيمات، أشار اليوسف إلى أن المخيم وغالبية مخيمات المنطقة لم يصلها أي نوع من أنواع المساعدات الإنسانية منذ قرابة 5 أشهر، سواء المساعدات الغذائية أو سلال النظافة أو مواد التدفئة لفصل الشتاء.
وحثَ اليوسف بدوره المنظمات الإنسانية على تجهيز خطط مسبقة للاستجابة الإنسانية لقاطني المخيمات، تفاديًا لحدوث مأساة إنسانية، عند حدوث العواصف المطرية والهوائية، والتي تقتلع الخيام وربما تغرق بالسيول التي تتشكل نتيجة هذه العواصف.
عمالة الأطفال لقاء بضع ليرات تركية
وأكد ذلك محمد عبد الرحمن وهو مدير مخيم مريم في منطقة معرة مصرين الذي يبلغ عدده قرابة 700 عائلة، مضيفًا أن نسبة الفقر منتشرة بشكل كبير في المخيمات، وغالبية الأطفال يعملون في جمع الأكياس والمخلفات وبيعها لأشخاص يقومون بإعادة تدويرها، أو يعملون في أسواق الهال لنقل الخضار، ليحصلوا على قرابة 30 الى 40 ليرة تركية في اليوم، وهي لا تكفي إلا لثمن الخبز.
كما تعمل النساء في “الفعالة” لجني المحاصيل الزراعية أو لتنظيفها من الأعشاب الضارة، بأجور زهيدة أيضًا، لا تكفي هذه الأسر في تأمين متطلباتها، مشيرًا إلى الارتفاع الكبير في الأسعار وانعدام المساعدات الإنسانية، فاقم أزمة الفقر وزاد من معاناة الناس.
شاهد أيضاً: عليه 45 شخصاً.. مصر تعلن عن غرق قارب في البحر ؟!