السلام أم الحروب.. ماذا ينتظر ترامب في 2025 ؟!
من المستبعد أن تكون سنة 2025 أقل سخونة من العام الجاري، في ظل الحروب القائمة في أوكرانيا والشرق الأوسط، والتحالف بين روسيا وكوريا الشمالية، وعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، والتأثير الكبير المتوقع لسياسته الخارجية في الشؤون الدولية.
وفي حين أنه لا يمكن تحليل كل شيء من منظور عودة ترامب، إلا أن دبلوماسيته على رأس القوة الأولى في العالم سيكون لها تأثير قوي، لا سيما في الأزمتين الدوليتين الرئيسيتين: أوكرانيا والشرق الأوسط.
الشرق الأوسط
تبدو الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، المنتشي بعودة دونالد ترامب إلى الواجهة، أقل استعداداً لإيجاد حل سياسي ينهي الحرب في قطاع غزة.
كما أن تعيين ترامب لمؤيدين من دون أي تحفظ لـ”إسرائيل”، مثل مايك هاكابي، السفير الأمريكي المقبل لدى “إسرائيل” المؤيد للاستيطان، يمنح نتنياهو الفرصة لتحقيق ما يتطلع إليه في حال لم تحدث أي مفاجآت.
تابعونا عبر فيسبوك
ويقول المحلل في شركة الاستشارات الأمنية “لو بيك إنترناشيونال” مايكل هورويتز إنه “قد يدخل الصراع في غزة في نوع من الجمود، حيث تفرض “إسرائيل” الحل العسكري وتبقي قواتها في داخل القطاع، دون أن تتجلى بدايات حل سياسي”.
ومن وجهة نظره، ستسعى الإدارة الأمريكية المقبلة أيضاً إلى توسيع اتفاقات أبراهام للسلام لتطبيع العلاقات بين “إسرائيل” والدول العربية، ولكن ما دامت الحرب في غزة مستمرة، فإن مثل هذا الاتفاق يبدو مستبعداً.
الحرب في أوكرانيا
عندما يعود دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ستكون الحرب بين روسيا وأوكرانيا قد مضت عليها 3 سنوات تقريبا، وتواجه كييف وضعًا صعبًا للغاية، مع نقص في المقاتلين، فيما تعتمد على المساعدات الغربية في مواجهة روسيا التي تكسب المزيد من الأراضي في الشرق ويتم تعزيزها قواتها بذخائر وجنود من كوريا الشمالية.
وتتزايد الضغوطات على كييف للتفاوض، وهو ما يعني استسلام أوكرانيا من وجهة نظر موسكو.
وكان ترامب أعلن قبيل انتخابه أنه سيحل المشكلة في أوكرانيا “خلال 24 ساعة”، ووجّه انتقادات حادة للنفقات العسكرية الهائلة التي تتحملها الخزانة الأمريكية نتيجة دعم واشنطن المستمر لأوكرانيا في حربها مع موسكو.
تابعونا عبر فيسبوك
ويبدو أن علاقة ترامب الجيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال فترة ولايته الأولى، واحتمال وقف الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا، حيث سبق أن عرقل نواب جمهوريون حزمة مساعدات بقيمة 60 مليار دولار في “الكونغرس” لمدة عام تقريبا، وتعيينه شخصيات منتقدة لأوكرانيا في حكومته المقبلة مثل تولسي غابارد، يبدو أنها أسباب تدفع كييف إلى الخوف من الأسوأ.
وسيكون عام 2025 حاسماً بالنسبة لأوكرانيا، اعتمادا على الضغوط التي تمارسها واشنطن وعلى قدرة أوروبا على دعم كييف.
كوريا الشمالية
تتابع الولايات المتحدة بقلق تحركات هذا البلد المسلح نوويا والأكثر انغلاقاً في العالم، فقد زادت بيونغ يانغ من عدد تجاربها الصاروخية الباليستية في عام 2024، ومثلها مثل إيران، تقاربت على نحو غير مسبوق مع موسكو.
ووقّعت كوريا الشمالية وروسيا معاهدة دفاع مشترك، وفي خطوة غير مسبوقة، أرسلت بيونغ يانغ حوالي 10 آلاف جندي للقتال في أوكرانيا، وفق تقديرات أجهزة الاستخبارات الغربية.
ويقول الباحث في مؤسسة “كارنيغي” للسلام الدولي فيودور ترتيسكي “يريد بوتين جنودا وذخائر من كوريا الشمالية، وفي المقابل تريد بيونغ يانغ التكنولوجيا العسكرية من موسكو”.
تابعونا عبر فيسبوك
وأضاف لوكالة الأنباء الفرنسية “علينا أن نعد أنفسنا لتصرفات من كوريا الشمالية لم نشهدها من قبل”، مشيرًا إلى أن كيم يونغ أون تخلى أيضًا عن “أي فكرة لإعادة التوحيد مع كوريا الجنوبية”.
ويرى آندرو يو الباحث في مؤسسة “بركينغز” أن “التعاون العسكري مع موسكو يأتي على خلفية تصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية”، مشيرا على سبيل المثال إلى تدمير بيونغ يانغ مؤخرًا للطرق بين الكوريتين، والتوغل المزعوم لطائرات دون طيار كورية جنوبية لدى جارتها، وتجربة جديدة لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات في نوفمبر/تشرين الثاني.
وأكد يو ضرورة “الاستعداد لمرحلة جديدة من عدم الاستقرار الكبير والتصعيد المحتمل في شمال شرق آسيا”.
شاهد أيضاً: حزب الله: أيدينا ستبقى على الزناد