مظفر النواب.. عربيّ الهوى لكنه بلا هوية
أبرز شعراء العرب لكن لم يجرؤ أحد على نشر أعماله
عُرف شاعراً مشرداً رغم أصوله الارستقراطية
ويَعرف دهاليز السجون كما تعرفه بلاطات الزعماء
مظفر عبد المجيد النواب ابن حي «الكرخ» على أطراف العاصمة بغداد تعود أصوله إلى الهند حيث كان جده يعمل نائباً لحاكم إحدى الولايات وهي أصل تسمية العائلة بالنوّاب
لعائلة أرستقراطية تتذوق الفنون والموسيقى وتحتفي بالأدب كانت شخصية «النوّاب» تتكون
في الثالث الابتدائي اكتشف أستاذه موهبته الفطرية في نظم الشعر وسلامته العروضية
تابع دراسته في كلية الآداب ببغداد في ظروف اقتصادية صعبة
حيث تعرض والده الثري الى هزة مالية عنيفة أفقدته ثروته، وسلبت منه قصره الأنيق الذي كان يموج بندوات ثقافية
الإعدام ثم الهرب بأعجوبة
عام 1963 حكمت المحكمة العسكرية على النوّاب بالإعدام قبل أن تم تخفيف الحكم إلى السجن المؤبد
بداية وضع في سجن “نقرة السلمان” القريب من الحدود السعودية-العراقية قبل نقله إلى سجن (الحلة) الواقع جنوب بغداد.
النوّاب مع مجموعة من السجناء السياسيين حفروا نفقاً من الزنزانة المظلمة إلى خارج أسوار السجن، فأحدث هروبه مع رفاقه ضجة مدوية في أرجاء العراق والدول العربية المجاورة.
تابعونا عبر فيسبوك
التشرد السياسي
من بغداد شدّ النواب الرحال نحو بيروت ومنه إلى دمشق وراح بعدها يتنقل بين العاصمة العربية والأخرى، وتنقل أيضاً بين الدول الأوروبية قبل أن يستقر المقام به أخيراً في سوريا
يُقال إن النوّاب لم يكن يحمل جنسيّة، ولكنه استطاع السفر فقط من خلال وثائق السفر الليبية التي كان يملكها.
كرس الشاعر العراقي حياته لتجربته الشعرية وتعميقها، والتصدي للأحداث السياسية التي تلامس وجدانه الذاتي وضميره الوطني.
جاءت اتهاماته عميقة وحادة وجارحة وبذيئة أحياناً..
ومن قصائده الشهيرة: “قراءة في دفتر المطر”، و”وتريات ليلية”، و”وطني علمني كل الأشياء”، و”رحيل”، و”في الحانة القديمة”.
كلماته ممنوعة من النشر
يعزو النوّاب سبب إحجام دور النشر عن التعامل معه لما يحمله شعره من نقد لاذع للحكام
وهو يرى أن شعره أكثر بكثير مما ألقاه على المسارح وسُجل في الأشرطة
كما يتحدث عن ضياع عشرات القصائد الطويلة بسبب عدم تدوينها ولفقدها في حادثة غرق باخرة ليبية كانت تحمل مكتبته وأشعاره.
عام 1996 طبعت “دار قنبر” بلندن كتاب “الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر العربي المناضل مظفر النواب لكن البعض يقول إن ذلك تم دون موافقة النوّاب
وفي العشرين من أيار 2022 رحل النوّاب في مستشفى الشارقة التعليمي بالإمارات بعد صراع طويل مع المرض تاركاً خلفه إرثاً فنياً قلّ نظيره.
شاهد أيضاً: شيرين أبو عاقلة
