آخر الاخبارسياسة

تسخين في الشمال السوري.. هل تسقط التفاهمات الروسية – التركية ؟

تحركت ملفات في القضية السورية أمس على وقع تصريحات للرئيس التركي أردوغان، حول استعداد بلاده للقيام بعملية عسكرية على الحدود الجنوبية مع سوريا.

وبدا أردوغان مصمماً أكثر من أي وقت على العملية، حيث قال إنها ستنفّذ بمجرد الانتهاء من تحضيرات الجيش والاستخبارات التركية لها، وسيتم اتخاذ القرارات في جلسة مجلس الأمن القومي الخميس المقبل.

ويربط مراقبون بين الإعلان التركي وبين المفاوضات بين أنقرة والغرب على انضمام فنلندا والسيد للناتو، وكأن العملية العسكرية ستكون بضوء أخضر أمريكي، بمقابل الموافقة التركية على توسيع الناتو.

تابعنا عبر فيسبوك

وتؤمن المنطقة العازلة لأردوغان دفعاً للمشروع الذي أعلن عنه، ويتعلق بإعادة مليون لاجيء سوري إلى هذه المنطقة ، وهو ما قد يستفيد منه في الانتخابات الرئاسية المقبلة ، مع تحميل المعارضة التركية أردوغان مسؤولية إغراق البلاد باللاجئين وتردي الوضع الاقتصادي.

مخطط روسي في إدلب

بالتزامن مع قرع أردوغان طبول المعركة، انتشرت معلومات عن تحضير روسيا لمواجهة برية مع الفصائل التي تدعمها تركيا، بالإضافة إلى هيئة تحرير الشام “النصرة سابقاً”.

وقالت مصادر إن روسيا أبلغت قيادات في الجيش السوري والقوات الروسية في مطار حميميم، بأن العملية ستبدأ في أواخر حزيران المقبل، وتستهدف الوصول إلى حدود مدينة بنش بريف إدلب، والسيطرة التامة على جبل الزاوية.

وبحسب المصادر، فإن العملية ستكون إحدى الاتفاقيات التي ستخرج بها روسيا من مؤتمر “أستانا” المقبل، رغم أن التوجه الروسي يخرق المذكرة التي وقعتها موسكو مع تركيا في الـ 5 من آذار 2020 في مناطق سميت بـ “خفض التصعيد”.

الجدير ذكره أن مؤتمر أستانا سيعقد في أواخر أيار الجاري، مع تضارب المعلومات حول مكان انعقاده، فالسفير الإيراني في روسيا، قال إن بلاده مستعدة لاستضافة محادثات أستانا، بمشاركة رؤساء الدول الضامنة، روسيا وإيران وتركيا.

في المقابل، صدرت تصريحات من العاصمة الروسية، تؤكد موعد انعقاد المحادثات، لكنها قالت إنها ستجري في العاصمة الكازاخية نور سلطان.

أوكرانيا تعيد سوريا إلى الواجهة
لا يبدو تأثير الحرب الأوكرانية بعيداً عن التحركات الميدانية في سوريا، ولكن السؤال الأبرز هنا، حول مصير التفاهمات الروسية التركية من جهة، والتفاهمات الروسية – الأمريكية من جهة أخرى، حول منع أنقرة من القيام بعملية عسكرية في الشمال.

فإذا كانت أنقرة تراهن على انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا، مع تخفيض عديد قواتها في سوريا، لتغيير المعادلة العسكرية في الشمال السوري، فإن العملية التركية ستكون أيضاً على حساب “قسد” حليفة الأمريكيين، إ سيتكرر سيناريو احتلال عفرين عندما خذلت واشنطن حليفها الكردي.

في اتجاه آخر، قد تكون العملية العسكرية التركية خاضعة لتوازنات وتفاهمات دولية وإقليمية، وهنا يبدو الكلام متمماً لما ستكون عليها مخرجات مؤتمر أستانا، خصوصاً أن الكلام حول إهمال روسي للملف السوري، لا يبدو صحيحاً مع إعلان موسكو أنه لن توافق على تمديد آلية دخول المساعدات المتبعة حالياً في الشمال السوري.

شاهد أيضاً: الاستعدادات اكتملت.. الجيش التركي ينتظر القرار النهائي للتوغل شمال سوريا

زر الذهاب إلى الأعلى