ثعلب الدبلوماسية الجزائرية عبد العزيز بوتفليقة، حكم الجزائر لـ20 عام، ليسجل بذلك أطول فترة حكم بتاريخ البلاد بعد هواري بومدين، ولولا انتفاضة شعبية لبقيت الجزائر في قبضة يده حتى وفاته.
في آذار عام 1937 ولد في مدينة وجدة المغربية، وقيل إنه «يمتلك جذوراً أمازيغية».
وبعد الثانوية العامة وفي عمر التاسعة عشر اختار أن يسلك الطريق العسكري والتحق بجيش التحرير الوطني، كان له دوراً بارزاً في حرب الاستقلال عن فرنسا في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
“بوتيف” كما يحلو للجزائريين مناداته لم تمنعه سنوات عمره التي لم تتجاوز العقد الثاني من استلام منصب وزير السياحة والشباب في عمر الـ25 بأول حكومة جزائرية، وليستلم عقب أشهر قليلة حقيبة الوزارة الخارجية التي لم يفارقها إلا بعد 14 عاماً.
وضع بوتفليقة في دائرة الاتهام باختلاس 60 مليون دينار جزائري من الأموال العامة وأصدر مجلس المحاسبة عام 1983 حكماً يدينه، أقصاه على مدى 6 سنوات عن بلاده ليتنقل خلالها بين عواصم أوروبية ودول الخليج، ولم يطأ الجزائر إلا بضمانات من الرئيس الشاذلي بن جديد بعدم ملاحقته.
عام 1999 ترشح للرئاسة الجزائرية، ليكون انسحاب جميع منافسيه بسبب تهم التزوير من صالح فوزه بها وكانت رئاسته على أنقاض حرب أهلية فتكت بـ200 ألف شخص، ساهم بوتفليقة بإنهائها عقب إصداره أول قانون عفو في أيلول من العام ذاته، عن المسلحين الذين كانوا يقاتلون القوات الحكومية ونسبت إليهم جرائم كبيرة، مقابل تسليم أسلحتهم.
حكم الجزائر لأربع ولايات رئاسية، هو من عدل الدستور عام 2008، ليكون من صالحه ويكسب ولاية جديدة في 2009.
في 2013 أصابته جلطة دماغية فذهب على إثرها إلى فرنسا وعاد منها على كرسي متحرك، ولم يأبه لمرضه وبقي الكرسي الرئاسي مغرٍ بالنسبة له ليعلن ترشحه لولاية خامسة عام 2019، لكنه امتثل لرغبة الانتفاضة التي شككت في قدرته على إدارة البلاد واعتذر عن الترشح.
يوم الجمعة 17 أيلول 2021، كان تاريخاً لوفاة الرئيس العازب عبد العزيز بوتفليقة عن عمر ناهز 84 عاماً، الذي جعل جزائر حاضرة بدبلوماسيته في المحافل الدولية.
لمشاهدة التقرير اضغط على الرابط التالي