«أردوغان سيعانق الرجل الذي أمر بقتل خاشقجي»، بهذه الكلمات وصف كمال كليجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي، اللقاء الذي يجمع ولي عهد السعودية محمد بن سلمان مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وصل ظهر اليوم إلى العاصمة التركية أنقرة، حيث سيجري مباحثات مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بشأن التعاون بين البلدين في عدد من المجالات.
بن سلمان حطّ في العاصمة التركية، في ختام جولة إقليمية شملت كلاً من مصر والأردن.
وقال مسؤول تركي كبير، إن الزيارة من المتوقع أن تحقق “تطبيعاً كاملاً واستعادة فترة ما قبل الأزمة” وأضاف: “حقبة جديدة ستبدأ”.
«لقاء على أشلاء خاشقجي»
وانقطعت العلاقات بين أنقرة والرياض بشكلٍ غير رسمي، بعد أن قتلت فرقة سعودية الصحفي السعودي جمال خاشقجي وقطّعت أوصاله في 2018 في قنصلية المملكة بإسطنبول.
وألقى أردوغان باللوم في ذلك الوقت على “أعلى المستويات” في الحكومة السعودية، ووجه اتهامات مبطنة للأمير محمد بن سلمان.
لكن الخلاف بين الرياض وأنقرة يعود إلى عام 2013 عندما دعم أردوغان الرئيس المصري محمد مرسي الذي ينتمي إلى الإخوان المسلمين في وجه المشير عبد الفتاح السيسي.
كما ساهم الحصار الذي فرضته السعودية على قطر حليفة تركيا مدة 3 سنوات، ثم قضية خاشقجي في السنة التالية في تسميم العلاقات بين أنقرة والرياض.
«دماء خاشقجي قربان أردوغان»
برزت ملامح التقارب السعودي- التركي قبل نحو عام، حين طلبت الرياض من أنقرة، في 16 من آذار 2021، شراء طائرات مسيّرة مسلحة تركية، وفق ما أعلنه الرئيس التركي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس المجلس الرئاسي البوسني، ميلوراد دوديك.
لكن التقارب الأكبر جاء قبل نحو شهرين حينما أوقفت أنقرة المحاكمة في جريمة قتل جمال خاشقجي، وأحالت القضية إلى الرياض في خطوة استنكرتها جماعات حقوق الإنسان وانتقدتها أحزاب المعارضة التركية ووصفت الخطوة بأنها مقايضة الشرف بالمال.
إثر ذلك ذهب أردوغان إلى السعودية بعد حملة استمرت لأشهر بهدف إصلاح العلاقات بين القوتين الإقليميتين.
تابعونا عبر فيسبوك
«ترميم الاقتصاد لحصاد الانتخابات»
زيارة محمد بن سلمان تأتي في الوقت الذي يواجه فيه الاقتصاد التركي ضغوطاً كبيرة بسبب تراجع الليرة وارتفاع التضخم إلى أكثر من 70 في المئة.
وتؤكد مصادر تركية أن اتفاقات في مجالات الطاقة والاقتصاد والأمن ستوقع خلال زيارة الأمير السعودي إلى أنقرى، بينما يجري العمل أيضاً على خطة لدخول الصناديق السعودية أسواق رأس المال في تركيا.
وقالت المصادر إن السعودية قد تكون مهتمة بشركات تابعة لصندوق الثروة التركي أو في أماكن أخرى أو بالقيام باستثمارات مماثلة لتلك التي قامت بها الإمارات في الأشهر القليلة الماضية.
الأموال السعودية والعملة الصعبة قد تساعد أردوغان في حشد الدعم قبل انتخابات مشددة بحلول حزيران 2023.
ويُكثر أردوغان قبل أقل من سنة على إجراء الانتخابات الرئاسية المقرّرة في منتصف حزيران 2023، من المبادرات لتطبيع العلاقات بقوى إقليمية عدة، ولا سيما السعودية و”إسرائيل” والإمارات.
معارض تركي قال تعقيباً على ذلك «أردوغان وضع كبرياءه جانباً بعض الشيء، فلديه هدف وحيد الفوز بالانتخابات المقبلة حيث يسعى بجميع الطرق لاستقطاب استثمارات خليجية»، وستكون تلك الورقة التي تنعش الاقتصاد المتهالك وتنعش شعبية أردوغان على حدٍ سواء، فهل ينجح الرئيس التركي في ترميم ما أفسده بنفسه؟
شاهد أيضاً: أبو الغيط يتوقع موعد عودة سوريا إلى الجامعة العربية؟