هل تفتح قطر سفارتها في سوريا قريباً؟
خاص- وسام ابراهيم
خريف العام الماضي، كانت أعمال الصيانة والتجديد للسفارة السعودية في حي أبو رمانة الدمشقي تجري على قدمٍ وساق، بما أوحى وكأن مقر البعثة السعودية سيستأنف نشاطه في أي لحظة.. لكن اليوم وبعد مرور 8 أشهر على أعمال الصيانة لم تفتح سفارة الرياض أبوابها بعد.
اليوم حدث مماثل.. سفارة قطر في دمشق تشهد حركة من داخلها لأول مرة منذ 10 سنوات، وتظهر صور ملتقطة من أمام السفارة أعمال صيانة لمبنى البعثة القطرية.. فهل هناك بوادر لإعادة العلاقات بين دمشق والدوحة، وفتح السفارة القطرية خلال وقت قريب؟!
مع اندلاع شرارة الأحداث في سوريا عام 2011، انحازت إمارة قطر للمعارضة، وتبنتّ موقفاً عدائياً ضد دمشق، ولم تمضِ 4 أشهر حتى سحبت الدوحة سفيرها وأغلقت سفارتها في سوريا، بل إنها الدولة الوحيدة التي منحت الائتلاف السوري المعارض سفارة على أراضيها، ورفعت عليها علم المعارضة.
مرّ أكثر من 10 سنوات على الأزمة السورية، وانقلب المشهد كثيراً.. تتعامل الحكومة السورية اليوم «بشكل ثنائي واعتيادي مع طاقم 14 سفارة عربية في دمشق»، بحسب نائب وزير الخارجية السوري، بشار الجعفري، «ومن يناهض سوريا هم الأقلية».. من ضمن هذه الأقلية إمارة قطر.
وفيما تفيد تقارير إعلامية منذ العام الماضي عن محادثات سورية – سعودية جارية لإعادة فتح السفارة السعودية في دمشق، تنفرد قطر بموقف معلن يرفض بشكل قاطع إعادة تطبيع العلاقات مع سوريا.
عام 2019.. وبعد نحو شهر على افتتاح السفارة الإماراتية في دمشق، قال وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إنه لا يرى ضرورة لإعادة فتح سفارة في دمشق وإنه «ليست هناك مؤشرات مشجعة على تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية»، وفي حزيران من العام الماضي جدد آل ثاني موقف بلاده الرافض للتطبيع مع دمشق، وربط ذلك بـ«حدوث تغييرات على أرض الواقع».
تابعونا عبر فيسبوك
أواخر العام الماضي، اتهم نائب وزير الخارجية السوري، بشار الجعفري، قطر بعرقلة مشاركة سوريا في اجتماعات الجامعة العربية، وقال إن دمشق «لا تقبل بأن تفرض عليها أي شروط للمشاركة»، في إشارة إلى شروط تضعها قطر للموافقة على عودة سوريا إلى الجامعة.
لم تظهر مؤخراً أية مؤشرات على أي انفتاح قطري على سوريا، أو تسريبات لمفاوضات تجري بين الطرفين، كما حدث أكثر من مرة سابقاً، قبل أن تعيد دول عربية فتح سفاراتها في دمشق، خاصة أن الموقف القطري مرتبط بالموقف التركي من سوريا، بل إن الدوحة لا تزال تعيش في مرحلة «التهاوش على الصيدة»، التي تم تجازوها على الساحة الإقليمية والدولية.
إذن هل تعني أعمال الصيانة في السفارة القطرية أنها ستستأنف نشاطها قريباً في سوريا؟!
يرى متابعون أن الصورة المتداولة لشخص يقوم بأعمال الصيانة في السفارة القطرية قد يكون إجراءاً روتينياً يحدث دورياً، مثل أعمال النظافة، وأن ذلك لا يعني إعادة افتتاحها.
شاهد أيضاً: تحقيقات أمريكية تطارد تمويلات قطر المشبوهة في سوريا