الطائرات المسيّرة الإيرانية.. هل تحسم الحرب في أوكرانيا ؟
عبّر البيت الأبيض، يوم الاثنين، عن اعتقاده بأن روسيا ستتجه إلى إيران لتزويدها بـ “مئات” من الطائرات المسيرة، بما فيها مسيرات يمكن تسليحها، لاستخدامها في حربها في أوكرانيا.
وصرح مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، إنه من غير الواضح ما إذا كانت إيران قد زودت روسيا بالفعل بأي مسيرات، إلا أنه أضاف أن واشنطن لديها معلومات تشير إلى أن إيران تستعد لتدريب القوات الروسية على استخدام تلك المسيرات هذا الشهر.
وقال للصحافيين يوم الاثنين “معلوماتنا تشير إلى أن حكومة طهران تستعد لتزويد روسيا بما يصل إلى مئات من المسيرات، بما فيها مسيرات يمكن تسليحها في وقت قصير”.
تابعنا عبر فيسبوك
واعتبر المسؤول الأمريكي أن “روسيا حققت مكاسب عسكرية شرق أوكرانيا مؤخراً، على حساب ترسانتها من الأسلحة، لذلك تطلب تزويدها بطائرات مسيّرة إيرانية”.
وحاول المسؤول الأمريكي خلال المؤتمر الصحفي أن يربط المعلومات بالهجمات التي استهدفت السعودية بالمسيّرات سابقاً،
وقال: “هذا مثال على كيف تنظر روسيا لدول مثل إيران للحصول على قدرات تم استخدامها قبل أن ننفذ وقف إطلاق النار في اليمن لمهاجمة السعودية”.
المسيّرات.. سلاح مهم
خلال الحرب الأوكرانية، برز سلاح الطائرات المسيّرة كسلاح فعّال أكثر من وسائل القتال التقليدية مثل الدبابات.
وحققت كييف في البداية تفوقاً في هذا المجال عبر استخدامها الطائرة التركية المسيّرة “بيرقدار”.
لاحقاً استطاعت روسيا تحييد هذا السلاح من خلال استقدامها منظومات دفاع جوي قادرة على إسقاط “الدرونز”.
ومع ذلك تشير وسائل إعلام أمريكية إلى تحضير أوكرانيا لإنشاء جيش من الطائرات المسيّرة للقيام بهجوم مضاد في آب القادم.
وفي هذا الصدد، أكدت مصادر الإعلام الأمريكي أن الولايات المتحدة ستسلم أوكرانيا طائرات انتحارية من طراز “سويتشبيلد”، المزودة بكاميرات، يتم تحريكها بجهاز تحكم، يحدد الهدف للانقضاض عليه، لتنفجر باللمس.
في مقابل ذلك، يعبّر الكلام الأمريكي حول تزويد إيران لروسيا بمسيّرات، عن تخوف من انتقال هذا العامل الحاسم في الحرب إلى جانب القوات الروسية، خصوصاً أن إيران لديها تكنولوجيا متقدمة في هذا المجال، وكان لها أثر فعّال في حرب اليمن.
دافع سياسي
في جانب آخر، يأتي كلام سوليفان عن المسيّرات الإيرانية قبل رحلة الرئيس جو بايدن إلى “إسرائيل والمملكة العربية السعودية”، وهو ما قد يعبّر عن رغبة أمريكية في التحشيد ضد إيران، والضغط عليها للتنازل في مفاوضات النووي.
كما أن قرار الولايات المتحدة بالكشف علناً عن أن إيران تساعد روسيا، قد يعبر عن رغبة بكسب دعم “إسرائيل” و”السعودية” اللتين تعارضان حتى الآن الانضمام إلى الجهود العالمية لمعاقبة روسيا على عمليتها العسكرية في أوكرانيا بسبب مصالحهما الداخلية.
ويمكن القول أيضاً أن الولايات المتحدة تستبق الهجوم الروسي الطاحن في الشرق الأوكراني، لتسريع عمليات تسليم السلاح الغربي لكييف، خصوصاً أن هناك تحذيرات من عملية روسية كبيرة باتجاه دونيتسك، آخر نقطة سيطرة لأوكرانيا في الشرق.
شاهد أيضاً: جنرال أمريكي يسخر من زوجة الرئيس