تركيا.. نعم للتسوية مع سوريا!
قدمت تركيا المأوى والذخائر والمال للمعارضة السورية، وحين أخفقت الأخيرة غيّرت استراتيجية «القيادة من الخلف» إلى الدخول مباشرة بالحرب، وخاضت أربع عمليات عسكرية في الداخل السوري.
عدّلت موقفها من الأحداث في سوريا على مدار 10 سنوات بطريقة دراماتيكية، وبعد أن كانت تتوعد بالصلاة في المسجد الأموي، صارت تنادي بصلحٍ يعيد ثلاثة مليون سوري يصلون في مساجدها، وينهي التهديد الكردي على حدودها.
القصة بدأت في نيسان الماضي حين فجّرت صحيفة «حرييت» التركيّة قنبلة سياسية من العيار الثقيل، وكشفت عن مناقشات تجري داخل الحكومة التركية لـ«الشروع في حوار مع دمشق».
تابعونا عبر فيسبوك
تبعها تصريح لمصدر في حزب «العدالة والتنمية» الحاكم لصحيفة «المدن» اللبنانية، تحدث فيه عن لقاء استخباراتي بين سوريا وتركيا حدث في موسكو.
في شهر أيار الماضي، أعلن أردوغان عن مشروع جديد لإعادة مليون لاجئ إلى سوريا، ومنذ ذلك الحين يشكو كثير من اللاجئين السوريين من تشديد الخناق عليهم.
لاحقاً في حزيران.. أعلن المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن عن وجود اتصالات بين أجهزة الاستخبارات التركية السورية بشكل دوري.
في أواخر شهر تموز الماضي.. ولأول مرة منذ اندلاع الأحداث في سوريا تحدث مسؤول تركي رفيع عن إمكانية «التعاون السياسي» مع دمشق.
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قال في لقاء تلفزيوني إن بلاده مستعدة لتقديم «كافة أنواع الدعم السياسي» لدمشق لإنهاء تواجد الوحدات الكردية شمالي سوريا.
كلام أوغلو اعتُبر بمثابة نقطة تحول مهمة كونها المرة الأولى التي يجري الحديث فيها عن دعم أو اتصالات سياسية.
في الخامس من شهر آب الجاري، عقد بوتين وأردوغان قمة في سوتشي، وقبيل القمة، قال الرئيس الروسي: «سأبحث الوضع السوري مع أردوغان وما سيظهر من نتائج سيحمل رياح تغيير للمنطقة».
لاحقاً.. كشفت صحيفة «الشرق الأوسط» عن عدة بنود قدمها بوتين لأردوغان.. وكان أهم البنود إعادة إحياء «اتفاقية أضنة» بين أنقرة ودمشق وإمكانية البحث عن توقيع اتفاق «أضنة-2» بما يسمح لتنسيق أمني سوري – تركي لضمان أمن الحدود ومحاربة الإرهاب وتعاون سياسي مستقبلي.
جاء بعد ذلك كلام وزير الخارجية التركي الذي أشعل غضب المعارضة السورية حين كشف عن محادثة قصيرة مع نظيره السوري في على هامش قمة دول عدم الانحياز في تشرين الأول من العام الفائت.
وتحدث عن ضرورة عمل تركيا على «مصالحة الحكومة السورية والمعارضة».
يقال إن أردوغان ينظر للملف السوري من زاوية الانتخابات المصيرية المقبلة، ويحتاج إلى إنجازين مهمين، الأول: مكافحة مشروع الأكراد الانفصاليين في الشمال السوري، والثاني: إعادة اللاجئين السوريين.
ولأن تركيا غير قادرة على تحقيق ذلك بالقوة، بسبب الرفض الروسي والأمريكي، فهي صارت منفتحة على تحقيق هذه الهدفين بالتعاون مع دمشق، وهو ما يعني رفع سقف التواصل معها من الأمني إلى السياسي.
فهل اقتربت المصالحة بين سوريا وتركيا.. أم إن القضية أكثر تعقيداً؟
شاهد أيضاً: ما دلالات إعلان تركيا عن «أوغلو» بـ«المقداد».. ؟!