منها تجنب سيناريو حلب.. أسباب تمنع تسليم دبابات حديثة لكييف !
كشفت صحيفة متخصصة في السلاح والعتاد العسكري عن 5 أسباب جوهرية تساهم بامتناع الغرب عن تسليم أوكرانيا دبابات أمريكية وألمانية حديثة مثل “ليوبارد 2” أو “أبرامز”.
وطالب نظام كييف بتزويده بهذه الدبابات منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، و«ظهرت بعض هذه الدعوات في الغرب أيضا والتي طالبت بتسليم الجيش الأوكراني والميليشيات المتحالفة مع كييف والمقاولين دبابات غربية رئيسية»، وفقاً لمجلة “ميلتاري واتش” المتخصصة بالسلاح والعتاد العسكري.
ونوهت الصحيفة إلى أنه على الرغم من تسليم نظام كييف كميات هائلة من الأسلحة وطائرات بدون طيار ودبابات سوفيتية الصنع، لكن «يبدو أن إرسال دبابات غربية الصنع غير مرجح على نحو متزايد على الرغم من شحنات الأسلحة الغربية إلى كييف التي تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات، وذلك بسبب 5 عوامل رئيسية، خصوصا فيما يتعلق بتسليم دبابات “لوبارد 2” الألمانية ودبابات “أبرامز أم 1” الأمريكية، وهما من نواح كثيرة تصميمين متشابهين ومشتقين من MBT-70 الأمريكية الألمانية المشتركة الفاشلة التي صنعت في الثمانينيات»، بحسب توصيف المجلة.
1- الخوف من وقوعها بيد روسيا
السبب الأول هو التهديد الخطير الذي يمكن أن تشكله عمليات تسليم الدبابتين “Leopard II” و”M1 Abrams”، وذلك نظراً لمقدار الاعتماد عليهما من قبل “الناتو” والدول المتحالفة مع الغرب في جميع أنحاء العالم.
و«تعتبر هذه الدبابات من أسهل قطع المعدات التي يمكن الحصول عليها من قبل الجيش الروسي بسبب أدوارها في الخطوط الأمامية، على عكس المدفعية أو الطائرات، يمكن أن توفر كل من أبرامز أو ليوبارد 2 معلومات استخباراتية قيمة للجيش الروسي في حالة الاستيلاء على مركبة واحدة، والتي تظل احتمالا مهًا للغاية في حالة دخولهم الحرب».
2- «سيناريو حلب» كان صادماً ومحرجاً
نوهت المجلة إلى أن العامل الثاني، وربما الأكثر أهمية، هو «أن الاستخدامات السابقة لكل من “أبرامز” و”ليوبارد 2″ ضد الجهات الفاعلة غير الحكومية قد أثارت أسئلة مهمة بشأن فعاليتها».
«تكبدت دبابات ليوبارد التركية ودبابات أبرامز العراقية خسائر فادحة أمام تنظيم الدولة وأمام القوى الأخرى.. في عام 2016، واجهت دبابة ليوبارد 2 التابعة للجيش التركي في مدينة الباب بمحافظة حلب السورية خسائر مذلة في عمليات القتال ضد أسلحة تنظيم الدولة والتي كانت بعيدة كل البعد عن أحدث التقنيات، حيث ذكرت وسائل الإعلام البريطانية أن الدبابة أظهرت “العديد من الأعطال التي تم الكشف عنها بطريقة قاتلة».
وقامت مؤسسة “Stars and Stripes” بتقييم سمعة الدبابة الألمانية حيث أكدت أنها «تعرضت لقصف في المعارك مع مقاتلي تنظيم الدولة، ووصفت صحيفة “National Interest” أداء الدبابة بأنه كان “صادماً” وأكدت أنها لم تملك درعا جيداً، لقد “ثبت أنها ضعيفة بشكل محرج في القتال” على الرغم من عدم مواجهتهم لخصوم مسلحين بشكل جيد، في إشارة إلى روسيا».
ووصف القادة العسكريون الأتراك الاشتباكات المبكرة لوحدات “ليوبارد 2” مع تنظيم الدولة بأنها شكلت “صدمة” بالنسبة لهم.
وجاء في المقال «استخدم الجيش التركي هذه الدبابات بشكل مماثل ضد الميليــ.شيات الكردية، وشهدت خسائر أيضاً وكانت خسائر أبرامز العراقية شديدة بالمثل».
«الخسائر الجسيمة التي تكبدتها دبابات ليوبارد 2 وأبرامز، خاصة ضد الدروع الروسية (في سوريا – يمتلكها الجيش السوري)، ستكون بمثابة إحراج كبير يمكن أن يقلل بشكل خطير من الاهتمام الأجنبي بالحصول على التصميمات، خصوصا أن الدبابتين مصممتين للتصدير بشكل أساسي».
3- شراهتها للوقود والغاز
أشارت المجلة إلى أن العامل الثالث هو التكلفة، حيث تعتبر تكلفة تشغيل دبابات ليوبارد 2 وأبرامز عالية جدا، حيث تستخدم إحداها الوقود بشراهة وأخرى محركات توربينات غازية عالية الصيانة.
«لا تصنع هذه الدبابات على نطاق واسع، مما يعني أنهما سيحتاجان إلى السحب من الوحدات الاحتياطية التي قد تكلف المليارات لتجديدها».
4- عدم التوافقية مشكلة حقيقية
نوهت الصحيفة إلى أن السبب الرابع هو أن الدبابات لا تتوافق مع مخزونات الدروع الحالية في أوكرانيا، حيث يعد دمج عيارات جديدة من الذخيرة أحد المشكلات التي قد يسببها هذا الأمر.
5- لا تستطيع قطع الجسور وتتطلب كوادر
أما بالنسبة إلى العامل الخامس، فقد نوهت الصحيفة إلى أن الدبابات الغربية، على عكس الدبابات الروسية والسوفييتية، ثقيلة جداً لا تستطيع استخدام البنية التحتية المدنية مثل الجسور والطرق، مما سيحد من الفائدة التي قد تقدمها كل من أبرامز أو ليوبارد 2 للجيش الأوكراني.
«حقيقة أن الدبابات الغربية تفتقر إلى الملحقات الآلية وتتطلب 33 ٪ أكثر من العنصر البشري مقارنة بالروسية، وذلك يعتبر عائقا كبيرا لبعض العملاء».
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من امتلاك الكثير من الدول الغربية هذه الدبابات، إلا أن أي منها لم يقدم طلبا لألمانا أو أمريكا من أجل استخدامها من قبل طرف ثالث، أي أوكرانيا.
شاهد أيضاً: هل تغلق واشنطن «مخيم الهول» في سوريا ؟!