«جبران باسيل».. مالئ لبنان وشاغل الناس!
«صراع العروش»، مسلسل أمريكي شهير يحكي قصة تصارع 7 عائلات للسيطرة على العرش الحديدي للممالك السبعة.
هناك في بقعة صغيرة من الشرق الأوسط يوجد نموذج حقيقي لصراع العروش.. نسخة لبنانية أبطالها عائلات تحكم أو تصارع للسيطرة على العرش الحديدي للحكم، تحت غطاء الأحزاب، منذ ظهور «دولة لبنان الكبير».
لكن وفي قلب هذا الصراع التقليدي بين العائلات، يسطع نجم سياسي لبناني بشكل فجائي، يتحول بسرعة من مهندس بسيط إلى شخصية محورية في السياسة اللبنانية، حتى صار يسمى «رئيس الظلّ».. هو جبران باسيل.
تابعونا عبر فيسبوك
خلال مفاوضات الدوحة عام 2008 بين الأطراف اللبنانية المتناحرة، قال الأمين العام للجامعة العربية حينها عمرو موسى لميشال عون عن جبران باسيل: «ده اسمو جبراييل أو عزراييل؟ ده طلعلي روحي».
جبران باسيل، الوافد الجديد إلى الصف السياسي الأول، برز على مسرح السياسة المحلية والخارجية كلاعب رئيسي، خاصة بعد توليه منصب رئيس التيار الوطني، وتعيينه وزيراً للخارجية.
أصبح باسيل مالئ لبنان وشاغل الناس، ومحطَ أنظار المراقبين، ومحوراً سياسياً مطلوباً من الخارج. ووصل الأمر بالولايات المتحدة إلى فرض عقوبات شخصية عليه.
لاعب السياسة المحنّك، نجح عام 2006 وعقب اغتيال رفيق الحريري، بعقد تحالف سياسي مع «حـ.ـزب الـ.لـ.ـه»..
تحالفٌ قوي بين طرف يمثل الغالبية المسيحية في لبنان وأقوى حزب شيعي، خفف التشرذم الطائفي في بلد يلجأ زعماؤه إلى شد العصب الطائفي في كل مواجهة سياسية، وضبطَ تحركات الحزب في الساحة الداخلية على إيقاع التيار العوني، وحمى المسيحيين من خطر انتشار السلاح الطائفي.. هذا التحالف الذكي ساهم أيضاً في وصول ميشال عون إلى قصر بعبدا.
الخط العوني بتدبير من باسيل اتخذ خطوات استراتيجية، حجمّت خصومه المسيحيين في القوات والكتائب، الذين يحملون إرثاً ميليشياوياً كريهاً عند الناس وتاريخاً حافلاً بالعمالة، وجعل المسيحيين أكثر من مجرد «أقلية محمية»، ونقل التيار نحو خطاب يتخطى «الكيانية» اللبنانية إلى نزعة «مشرقية» ترتكز على الوجود المسيحي في الشرق، ورسم دوراً جديداً يتخطى حدود لبنان.
باسيل المسيحي العربي!
عام 2019، قال جبران باسيل وقد كان وزيراً للخارجية: «كيف نتخيل مسيحيتنا من دون القدس؟ لا بل كيف نتصور إسلامنا من دون القدس»؟
مواقف خارجية بلا مهادَنَة، وخطاب لافت في القضايا الخارجية جلب على باسيل السخط الأمريكي والسعودي خصوصاً.
عام 2019 أيضاً، انسحب من مؤتمر في الولايات المتحدة لتعزيز الحريات الدينية لدى بدء وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي إلقاء كلمته.
حزيران 2020.. أغضب باسيل واشنطن والرياض برفضه خطة السلام التي طرحت في «اجتماع البحرين» حيث رفض المشاركة في المؤتمر وتلبية الدعوة الأمريكية: وقال إن «السلام لا يكون بالقوة بل بإعادة الحقوق للبنان وسوريا والإقرار بحق الفلسطينيين في إقامة دولة».
وفي الملف السوري، رفع الصوت مطالباً بعودة سوريا إلى الجامعة العربية وقال: «إن العرب بحاجة إلى سوريا وليس العكس»
يلقبه أحد خصومه بـ«الشيطان النشيط» الذي يصل الليل بالنهار عملاً وحركة، ويملك القدرة على القيام بأكثر من مهمة في الوقت نفسه، ويجول كل لبنان ليقول إنه موجود..
فهل يفرض باسيل نفسه ممراً إلزامياً أمام الحلفاء والخصوم على حدّ سواء في أي استحقاق سياسي قادم؟
شاهد أيضاً: «زيارة سرية».. ماذا يفعل «جبران باسيل» في دمشق ؟!