تركيا تبدأ الترحيل «التعسفي»!
أصدرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” تقريراً، قالت فيه إن السلطات التركية اعتقلت واحتجزت ورحّلت بشكل تعسفي مئات الرجال والفتيان السوريين اللاجئين إلى سوريا بين شباط وتموز الماضيين.
وذكرت المنظمة في تقريرها نقلاً عن سوريين مرحّلين، أن المسؤولين الأتراك اعتقلوهم من منازلهم وأماكن عملهم وفي الشوارع، واحتجزوهم في ظروف سيئة.
وأضافت أنهم ضربوا معظمهم وأساؤوا إليهم، وأجبروهم على التوقيع على استمارات العودة الطوعية، واقتادوهم إلى نقاط العبور الحدودية مع شمال سوريا، وأجبروهم على العبور تحت تهديد السلاح، رغم امتلاكهم بطاقة “الحماية المؤقتة” (الكملك).
وتابعت المنظمة أن الدلائل تشير مؤخراً إلى أن تركيا وحكومات أخرى، تفكر في تطبيع العلاقات الرئيس السوري بشار الأسد، لافتة إلى إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنه يعتزم إعادة توطين مليون لاجئ شمالي سوريا.
وأشارت “هيومن رايتس ووتش” إلى أن عمليات الترحيل تشكّل نقيضاً صارخاً لسجل تركيا كدولة استضافت عدداً من اللاجئين أكثر من أي دولة أخرى في العالم وحوالي أربعة أضعاف ما استضافه “الاتحاد الأوروبي” بأكمله، الذي قدم مقابل ذلك مليارات الدولارات لتمويل الدعم الإنساني وإدارة الهجرة.
تابعونا عبر فيسبوك
وقالت الباحثة في حقوق اللاجئين والمهاجرين في المنظمة ناديا هاردمان، إنه يجب على الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه الاعتراف بأن تركيا لا تفي بمعاييره المتعلقة بدولة ثالثة آمنة، وأن يُعلّق تمويله لاحتجاز المهاجرين ومراقبة الحدود إلى أن تتوقف عمليات الترحيل القسري.
وأضافت هاردمان أن تصنيف تركيا كـ”دولة ثالثة آمنة” لا يتماشى مع حجم عمليات ترحيل اللاجئين السوريين إلى شمالي سوريا، ويجب على الدول الأعضاء “ألا تتخذ هذا التصنيف، وعليها التركيز على إعادة نقل طالبي اللجوء عبر زيادة أعداد إعادة التوطين”.
وعلى مدى العامين الماضيين، كان هناك ارتفاع في الهجمات العنصرية والمعادية للأجانب، وخاصة ضدّ السوريين، وفق المنظمة التي ذكرت أن خطابات سياسيين معارضين تغذي المشاعر المعادية للاجئين.
وذكرت المنظمة أن ظروف مراكز الاحتجاز “غير صحية”، منها نقص في الطعام والوصول إلى دورات المياه وغيرها، وتعرّض بعض السوريين في مراكز الترحيل للضرب من قبل المسؤولين الأتراك بالركل أو الضرب بأيديهم أو بهراوات خشبية أو بلاستيكية.
شاهد أيضاً: آخر تطورات ملف ترسيم الحدود بين سوريا ولبنان.. مسؤول سوري يوضح !