آخر الاخباررئيسيسياسة

حرب الجيل الرابع.. هندسة الجمهور و«ماريونيت» الأفكار ؟!

عند قراءتك لهذا المقال ستكتشف أنك وقعت ضحية خديعة كبرى من مسلسل شهير اسمه “السوشال ميديا” أبطاله مجموعة من وسائل الإعلام الموجهة تستخدم مواقع التواصل للتلاعب بك وتوجيه آراءك..

فالخصوم هنا ليسوا قوة عسكرية إنما أفراد أو كيانات متحدون حول فكرة أو معتقد معين.. يسعون لتحقيق ما يعجز السلاح عن إنجازه وتأثيرها أشد وقعاً وخطورة.. يريدون التسويق لفكرة ما ؟!

هي حربٌ من دون وضع أيد على الزناد وإطلاق رصاص !

تستيقظ صباحاً.. تتابع نشرات الأخبار.. فتحصل على معلومات سلبية عن الأوضاع في بلادك.. تنظر إلى هاتفك المحمول الذي أصبح شغلك الشاغل.. وتتصفح صحفتك الشخصية على “فسيوك”.. فجأة وبدون سابق إنذار تظهر أمامك منشورات لم تقم بمتابعة الصفحة الخاصة بها..

تغظ النظر وتقرأ ما في الخبر.. فتجد معلوماتٍ سلبية.. عن الأوضاع في بلادك.. تتابع صباحك “المشحون” فيصدمك منشورٌ آخر يتحدث عن مطالبتك بحملات تبرع وشحادة باسم الإنسانية مصدرها دولٌ خليجية قام أحدهم بدفع آلاف الدولارات للترويج لهذا الإعلان.. منشورٌ آخر قد يلفت انتباهك أيضاً.. يتحدث عن الأوضاع الاقتصادية التي بدأت تتراجع في بلادك.. فتتكون لديك قناعة تامة أن ما يجري أصبح أمراً حقيقياً.. فكل ما تقع عينيك خلال جولتك ضمن العالم الافتراضي “سلبية” ؟!

فهل تظن أن هذا الأمر محض صدفة.. وأن ما يجري لا يدور في فلك الجيش الإعلامي المنظم الذي يسعى لتنفيذ أجندات قوى وتنظيمات تدير العملية الإعلامية من خلف الستار

بالتأكيد لا ؟!

اليوم سنسرد لكم قصة قصيرة.. وقبل الخوض في التفاصيل التي يكمن فيها الشيطان سنطرح عليكم مجموعة من الأسئلة..

هل تسألتم يوماً كيف يضرب اقتصاد دولة ما دون غيرها.. دون إطلاق رصاصة واحدة ؟!

كيف يتم التلاعب بكم كما يتلاعب بقوت يومكم.. وبغرائزكم ومشاعركم كما “العرايس المتحركة” أو ما يعرف بـ”الماريونت”.. فتفقدون الثقة بمؤسسات الدولة ؟!

سنجيبكم الآن..

مع تطور التكنولوجيا وظهور وسائل التواصل الاجتماعي انتقلت أرض المعركة إلى العالم الافتراضي.. وأصبحت الأدوات مختلفة.. عملت وسائل الإعلام الموجهة والمدفوعة من دول خلجية كقطر والسعودية على نشر الحملات الإعلام المنظمة التي تستهدف الدول المعادية لسياستهم.. وهو بالضبط ما يجري في سوريا تحديداً.

فريق كيوميديا ومن خلال الرصد والتحقيق وجد أن عدداً كبيراً من المنشورات الموجهة على موقع “فيسبوك” تم الترويج له بآلاف الدولارات والهدف منه استهداف السوريين المتواجدين على هذا الموقع عبر خلية إعلامية منظمة.. تعمل ضمن منظومة واحد فيتم نشر الخبر على وسائل الإعلام التقليدية كالقنوات التلفزيونية.. ليتم بعد ذلك بضخ منظم عبر هذه المواقع..

خلال رحلة البحث وجدنا أن “قناة سوريا” المعارضة والممولة قطرياً قد قامت بالترويج لعدد لا يحصى من المنشورات واستخدمت آلاف الدولارات لذلك.. فما الهدف وراء ذلك.. ؟!

«دس السم في العسل»

هي حملات إعلانية مدفوعة الأجر إذاً تظهر أمامك بشكل مفاجئ تتحدث لك عن أوضاع بلادك السيئة.. بالتزامن مع تداول منشورات أخرى ترغب باستمالة الشباب المتعلم في البلاد..

فعلى سبيل المثال.. ؟!

قد تصادف إعلاناً مدفوعاً يتحدث عن حاجة دولة إفريقية لأطباء ومهندسيين سوريين للعمل بها.. ؟!

ليكون الاستفسار الأهم ما علاقة جنسية العامل المطلوب بهذا العمل ؟!

إنما رأيته ليس إلا عملية منظمة تندرج تحت اسم نظرية الكاوس الفوضوية في الفيزياء الحديثة، قوامها تكسير دولة ما أو بالفوضى وخلق نظام جديد يخرج من رحم تلك “الفوضى”.. عبر هذه الحروب..

«فالانتصار في المعارك ليس هو النجاح التام في المعارك التي تخوضها… النجاح التام هو أن تكسر مقاومة العدو من دون أن تخوض قتالاً».. هي مقولة للحكيم الصيني صن تزو تؤكد فلسفة حروب الجيل الرابع.. وما تقوم عليه بتدمير القوة المدنية، وتخريب عقول بالإضافة إلى تحرك أوتار النزعة العاطفية وكل نوازع التهييج، فلا لا تُسال فيها دماء ولا نار تُطلق، تضرب هذا بذاك.. لتصل إلى الانهيار الشامل..

زر الذهاب إلى الأعلى