في خضم الأزمة الأوكرانية تحولت الأنظار إلى سوريا مع زيارة مفاجئة لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، التقى خلالها الرئيس بشار الأسد، وكان العنوان الرسمي فيها “إطلاع القيادة السورية على المناورات الروسية في المتوسط”.
لكن مع تسارع الأحداث على الساحة الدولية، قد تحمل الزيارة أبعاداً تتجاوز الحدود السورية، خاصةً أنها ترافقت مع إرسال أسلحة روسية استراتيجية إلى قاعدة حميميم، ربطتها أوساط مراقبة بحالة التسخين على الجبهة الأوكرانية.
تابعنا عبر فيسبوك
واعتبرت الاوساط أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أوفد وزير دفاعه إلى سوريا، لتكون الزيارة نقطة تحول في مهام القواعد الروسية على السواحل السورية، تحضيراً لمواجهة بحرية مع حلف الناتو، الذي زاد من حجم مناوراته مؤخراً في المتوسط.
في اتجاه آخر.
يمكن القول أن روسيا أرادت عبر زيارة شويغو توجيه رسالة أيضاً إلى “إسرائيل”، التي أعلنت الثلاثاء بالتزامن مع الزيارة رفضها تزويد أوكرانيا بمنظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ إلى كييف، بسبب ما وصفته مصادر بـ”مخاوف متعلقة بمواجهة مع روسيا”، كما نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.
فالروس نددوا قبل أسبوع بشكل علني بالاندفاع الإسرائيلي نحو مساعدة أوكرانيا عسكرياً، ولم يكن هذا صدفة، فالرسالة عبر “إسرائيل” استهدفت أساساً الولايات المتحدة، ومفادها أن “تدخلكم في أوروبا كفيل بأن يؤثر أيضاً على ما يجري في الشرق الأوسط وعلى حليفتكم إسرائيل”.
ورغم أن روسيا أرسلت أمس إشارات اعتبرت “إيجابية”، لتبديد المخاوف الغربية من غزو روسي محتمل لأوكرانيا، فإن توصية مجلس الدوما الروسي للرئيس بوتين بالاعتراف باستقلال إقليمي “لوغانسك ودونيتسك” في أوكرانيا، عكست تلويحاً من جانب موسكو بخيارات التصعيد في أماكن أخرى.
وقبل شهرين، كشف موقع “المونيتور” الأمريكي في تقرير له أن روسيا تسعى لتحديث وتوسعة قواعدها في سوريا، لتكون “شوكة مستقبلية” في الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، وهو ما يتوافق مع التحرك الروسي المفاجئ نحو سوريا في اليوم الأخير.
وأشار التقرير حينها إلى أن موسكو تسعى للحصول على ضمانات طويلة الأمد من الولايات المتحدة والناتو، من خلال التهديد بنشاطات في اتجاهات أخرى غير أوكرانيا، والذي يتمثل أحدها في وضع تهديدات ممنهجة على الجانب الجنوبي من حلف شمال الأطلسي، وتحديداً من سوريا.
شاهد أيضاً: دوريات روسية سورية على حدود الجولان.. مجلة أمريكية تكشف الأهداف ؟!