ماذا تريد تركيا من عمليتها العسكرية في سوريا؟!
عادت تركيا لطرح خيار العملية العسكرية البرية ضد “قسد”، قبيل الجولة الـ 19 من مسار أستانا، المزمع انعقادها في 22 و23 من تشرين الثاني 2022.
ولم يستبعد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” أن تتطور عملية “المخلب – السيف” التي نفذتها القوات الجوية التركية في سوريا والعراق، إلى عمليات برية، مؤكداً وجود مشاورات لتقدير حجم القوات البرية التي يجب أن تنضم إلى العملية.
وجاءت تصريحات الرئيس التركي بعد يوم واحد من حملة قصف جوي مكثف، نفذته الطائرات الحربية التركية، طال مواقع مهمة لـ”قسد” في ريفي حلب والحسكة، بالإضافة إلى أهداف تتبع “حزب العمال الكردستاني – PKK” شمالي العراق.
وبحسب مصادر ، فإن الجيش التركي أعطى أوامرَ لقواعده المنتشرة شمالي سوريا بالتأهب، كما طلب من فصائل “الجيش الوطني السوري” الموالي لتركيا رفع الجاهزية، وترقب تحركات محتملة خلال الساعات المقبلة.
تابعونا عبر فيسبوك
ويحمل التصعيد التركي الأخير في الشمال السوري ضد “حزب العمال الكردستاني” و”قسد”، رسائل إلى الداخل التركي، تتضمن التأكيد على قدرة الحكومة والجيش الرد على التهديدات التي مصدرها “الأراضي السورية”، وامتلاك خيارات متنوعة لاستهداف التنظيمات المهددة “للأمن القومي التركي”.
الأمر يمكن استنتاجه من تركيز “أردوغان”، على أن بلاده لم تخطر روسيا وأميركا بعملية “المخلب – السيف”، التي نفذتها شمالي سوريا والعراق.
وكان تحالف الجمهور الحاكم المؤلف من “حزب العدالة والتنمية” و”الحركة القومية”، رفع شعار “مكافحة الإرهاب” بعد تفجير شارع الاستقلال، بهدف حشد الشارع التركي خلفه مع بدء العد التنازلي للانتخابات الرئاسية في البلاد، كما أن الأحداث الأخيرة قد تخلق المزيد من الصعوبات لحزب “الشعب الجمهوري” أكبر أحزاب المعارضة، الساعي لاستمالة حزب “الشعوب الديمقراطي”، الذي يصفه التحالف الحاكم بأنه الذراع السياسي لـ”حزب العمال الكردستاني”، مما قد يصعب متزعم “المعارضة التركية” عقد أي تفاهمات مع حزب “الشعوب الديمقراطي” خلال الانتخابات المرتقبة، خوفاً من استفزاز الشارع التركي الغاضب على “حزب العمال الكردستاني” ومناصريه بسبب تفجير “تقسيم”.
في الوقت ذاته، أنقرة تدرك صعوبة تنفيذ عملية برية في سوريا في الوقت الراهن، لما تحمله هذه العملية من آثار سلبية محتملة على الاقتصاد التركي، في توقيت يعمل فيه الحزب الحاكم على تحسين المؤشرات الاقتصادية لزيادة فرصه بالنجاح.
بالإضافة إلى أنه من الصعوبات التي تحول دون تنفيذ هجوم بري تركي في سوريا، الرفض الروسي والأمريكي لمثل هذه العمليات.
لكن يرى مراقبون، أن هذا لا يمنع سعي “أنقرة” لتثبيت قواعد اشتباك جديدة ضمن جولة أستانا 19 المقبلة، مثل ضمان فتح الأجواء السورية أمام العمليات الجوية التركية وبعمق يصل إلى 40 كيلومتراً، وعدم الاعتراض على العمليات الأمنية التركية ضد قيادات “حزب العمال الكردستاني” و”قسد”، بانتظار تغير الظروف والمعطيات بما يتيح لتركيا لاحقاً توسيع نطاق العمليات البرية داخل الأراضي السورية.
شاهد أيضاً : «المخلب السيف» التركية.. طلب أمريكي ودعوة روسية !