«النفط الروسي».. وعود أوروبا قد تذهب أدراج الرياح!
أكد خبراء، «أن الاتحاد الأوروبي لن يتمكن من تنفيذ حظر كامل لواردات وخدمات شحن وتأمين النفط الروسي، الذي هدد به في حال عدم الاتفاق على تحديد سقف لسعر هذا النفط».
وأفاد دبلوماسيون بولنديون، أنه «إذا لم تتفق دول مجموعة السبع على سقف للأسعار في الوقت القريب، فسيقوم الاتحاد الأوروبي بتنفيذ إجراءات أكثر صرامة تم الاتفاق عليها في نهاية أيار، تتمثل في فرض حظر على جميع واردات النفط الخام الروسي اعتباراً من الخامس من كانون الأول، وعلى المنتجات البترولية اعتباراً من الخامس من شباط».
يذكر أن مجموعة السبع، اقترحت نسخة أخف من حظر الاتحاد الأوروبي، للحفاظ على استقرار إمدادات النفط للاقتصاد العالمي، إذ أن روسيا هي مصدر لعشرة بالمئة من إمدادات النفط العالمي، ورأت المجموعة «أن يواصل الاتحاد الأوروبي والعملاء العالميون الآخرون شراء الخام الروسي، ولكن فقط إذا كان سعره عند أو أقل من المستوى الذي تتفق عليه المجموعة».
في وقت سابق، كان دبلوماسيون أكدوا «أن ممثلي حكومات الاتحاد الأوروبي فشلوا في الاتفاق، على حد أقصى لسعر النفط الخام الروسي المحمول بحراً، إذ أصرت بولندا على ضرورة خفض السقف للحد من قدرة موسكو على تمويل الحرب الأوكرانية».
تابعونا عبر فيسبوك
خبير النفط العالمي “ممدوح سلامة”، قال: «إن الأوروبيين لن يستطيعوا الاتفاق على سقف لفرضه على سعر النفط الروسي، مما سينتج عنه فشل هذا المقترح كلياً».
وأضاف، أنه «حتى لو تمكنت مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي بالقوة من وضع سقف على سعر النفط الروسي، فإن روسيا قادرة على قتل هذا الاقتراح، بوقف صادرات النفط إلى أي دولة تلتزم بفرض هذا السقف».
وأشار إلى أن «المسألة بالنسبة للاتحاد الأوروبي هي مجرد حفظ لماء الوجه، ليظهر أمام العالم أنه قادر على فرض هذا السقف على السعر ، ولكن السوق العالمية لن تقبل بذلك لأنه سيؤدي لانخفاض كميات النفط المتوافرة بالسوق العالمية، ومن ثم يرتفع سعره بشكل كبير فيتضرر الاتحاد الأوروبي أكثر من الضرر الحادث الآن».
وأوضح في الوقت ذاته، أنه «لا توجد لدى أوروبا أية بدائل ، ومن ثم فأي خطوة سيتخذها الاتحاد الأوروبي لاستهداف النفط الروسي، فإن دول أوروبا ستعاني جداً، لأنه ليس من السهل إحلال أي نفط آخر مكان النفط الروسي حالياً، وحتى لو توصلت أوروبا لسقف لسعر النفط الروسي فستفشل في تنفيذه».
وأكد “سلامة”، إنه حتى «لو فرضت أوروبا حظراً على شركات الشحن والتأمين الغربية للنفط الروسي، فلن تتأثر روسيا إطلاقاً لأن لديها أسطول من ناقلات النفط يكفي لنقل معظم إنتاجها إلى العالم».
ونوه إلى أن «روسيا قد تستعين بالناقلات الصينية والهندية وحتى التركية، فضلاً عن أن الصين والهند قادرتان على توفير التأمين اللازم لشحنات النفط الروسي الذاهبة إليها، ومن ثم فتفكير الاتحاد الأوروبي في فرض حظر على الشركات الغربية، لشحن وتأمين النفط الروسي مجرد مضيعة للوقت».
من جانبه رئيس قسم الاقتصاد السياسي بمركز جنيف للدراسات” ناصر زهير”، أكد «أنه من الصعب جداً على الاتحاد الأوروبي تنفيذ وعيده بفرض حظر كامل على واردات النفط الروسي، لأن هناك دول أوروبية لا يمكن أن توافق على مثل هذا القرار، مثل المجر التي تستورد النفط الروسي، وبالتالي يمكن أن تفسد القرار، إلا إذا حصلت على استثناء».
وأشار “زهير”، إلى «أن نفس الأمر ينطبق على مقترح حظر خدمات شحن وتأمين النفط الروسي، مشيراً إلى أنها مجرد ورقة ضغط ولا يمكن تنفيذها، لأنها ستعرقل وصول الشحنات لأوروبا، وسيكون لها نفس تأثير حظر واردات النفط، وهي مجرد أفكار مطروحة من دولة مثل بولندا ولكن لا يمكن تنفيذها، خاصة أن قرارات الاتحاد الأوروبي تصدر بالإجماع، ودول مثل بلغاريا واسبانيا وهنغاريا لن توافق على تلك القرارات إلا لو لها استثناءات، والمحصلة صعوبة تنفيذ القرار بالكامل على الجميع».
شاهد أيضاً : انحدار غير مسبوق يضرب الاقتصاد الألماني!