ملايين الليرات تصرف على «حكي بلا طعمة» في الحفلات الرسمية.. ؟!
إليك ازدواجية المعايير الحكومية بلسان صحيفة رسمية
في الوقت الذي تعاني البلاد من أزمة اقتصادية خانقة، وصعوبة في تأمين الكثير من المواد المدعومة منها وغير المدعومة للمواطنين، أو حتى تغذية العديد من القطاعات كقطاع الكهرباء على سبيل المثال، لشح المحروقات أو التكاليف الباهظة التي تفوق ميزانية الحكومة بحسب تبريراتها المستمرة، تجد على مقلب الآخر أن هناك أموالاً.. لكن لإقامة حفلات التكريم والمؤتمرات والمعارض.
صحيفة “تشرين” المحلية، انتقدت هذه الازدواجية بالمعايير، حيث كتبت في مقال لها: «بين تكلفة عالية وأرقام باهظة تبقى حفلات التكريم والمؤتمرات والمعارض مؤشراً على تعافٍ اقتصادي وعلى استقرار ورخاء، وعلى زمن بحبوحة لسنا نعيش تفاصيله على المستوى المحلي».
وبيّنت الصحيفة عدم وجود أرقاماً صريحة لتكلفة بعض المؤتمرات التي تتطلب إقامة للقادمين والمشاركين من المحافظات المختلفة في الفنادق وتأمين وسائل النقل، مشيرةً إلى أن موضوع الأرقام والإحصاءات يبقى مبهماً تماماً بالنسبة للإنفاق في هذه الحالات، مؤكدةً صعوبة الحصول على رقم واضح للتكلفة، وإن كان تقريبياً.
كما نقلت عن مصادر غير رسمية، أن فاتورة مرتفعة يتم دفعها لإقامة بعض المؤتمرات وحفلات التكريم والمعارض التي تطولها الانتقادات لكون بعض التسريبات تتحدث عن أرقام كبيرة لا تتناسب مع مخرجات بعض المؤتمرات ونتائجها اللاحقة على أرض الواقع، وكذلك أيضاً لا تتناسب مع الجدوى الاقتصادية والوطنية منها.
حيث قال بعض المتنفذين للصحيفة، إن «ملايين الليرات صُرفت فقط على “حكي بلا طعمة”».
تابعنا عبر فيسبوك
واعتبرت “تشرين” أن مظاهر الترف أو التكلفة العالية لهذه الفعاليات ليست محط ترحيب وسط الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعصف بالأوضاع المحلية.
الباحث الاقتصادي الدكتور معن ديوب بيّن أن تقليص النفقات يكون بعدم الإنفاق إلّا بالحد الأدنى وبالمسائل التي تستوجب الإنفاق وبشدة، والقيام ببعض الفعاليات والمؤتمرات والأنشطة التي تكون غاية في الأهمية، إضافة إلى استعمال الإمكانات الذاتية الموجودة والاستعانة ببعض الفعاليات الاقتصادية للقيام ببعض الأنشطة من غير أن يكون هناك إنفاق من المال العام.
وأضاف ديوب أن المسألة تحتاج إدارة جيدة، والبحث عن مصادر التمويل خارج إنفاق المال العام، كالاستعانة بالفعاليات الاقتصادية، مثل المصارف وبعض الشخصيات الاقتصادية في المجتمع، الذين قد يموِّلون بعض الأنشطة بما ينسجم مع الحالة الوطنية والأهداف العامة.
واعتبر أن الوقت الحالي ليس للاحتفال وإقامة الولائم وجلسات الضيافة، ويجب أن تكون المظاهر الاحتفالية بحدودها الدنيا .
شاهد أيضاً: أمطارٌ غزيرة مصحوبة بالرعد.. إليك أحوال الطقس