تحليل: زيارة الرئيس الصيني للسعودية لا تتعلق بالنفط فقط !
يعتبر أكبر هجوم دبلوماسي للصين في الشرق الأوسط حتى الآن هو «زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى المملكة العربية السعودية التي تستغرق ثلاثة أيام».
ووصفت وزارة الخارجية الصينية الزيارة بأنها «علامة فارقة في تاريخ تطور العلاقات الصينية العربية».
صحيفة “تاكس شاو” الألمانية أكدت أن «شي التقى العاهل السعودي “سلمان” وولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” – وسرعان ما أصبح الأمر ملموساً: تم توقيع اتفاقيات تعاون ، ووافقت الشركات السعودية والصينية على 34 اتفاقية استثمار على هامش الزيارة – في مجالات الطاقات المتجددة وتكنولوجيا المعلومات والنقل والبناء والخدمات اللوجستية».
ومن المتوقع أن تبلغ قيمة العقود حوالي 30 مليار دولار أمريكي.
تابعنا على فيسبوك
وتشترك الصين والسعودية في شيء واحد بحسب الصحيفة الألمانية وهي المصالح الاقتصادية الكبرى.
عالم السياسة “جون كالابريس” من الجامعة الأمريكية في واشنطن قال إن «منطقة الخليج مهمة جداً لأمن الطاقة في الصين».
من الواضح أن «الأولوية القصوى للرحلة هي النفط».
وتعد “الصين” أكبر مستهلك للطاقة في العالم وشريك تجاري مهم للرياض، حيث صدرت الأخيرة نفطاً بقيمة حوالي 50 مليار دولار أمريكي إلى الصين العام الماضي، مما جعل السعودية أحد أهم موردي النفط لبكين.
وبحسب مراقبين، فإن الزيارة تعد أيضاً رسالة جيوسياسية واضحة من السعوديين والصينيين إلى الولايات المتحدة – إشارة إلى وجود شركاء بديلين في العالم.
وتقول “أنجيلا ستانزل” مؤسسة العلوم والسياسة الألمانية إن «هذا التقارب السعودي الصيني لوحظ منذ عدة سنوات، وهكذا ترسل الصين إشارة إلى الولايات المتحدة بأنها، بتحالفها مع السعودية ، تدخل مجال النفوذ الأمريكي»، إذا جاز التعبير.
واعتبرت العلاقة مع الولايات المتحدة على وجه الخصوص باردة في السنوات الأخيرة، لا سيما بسبب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول عام 2018.
وتعتبر العائلة المالكة السعودية نفسها هي العقل المدبر، ومن أجل تهدئة العلاقة، سافر جو بايدن إلى الخليج في الصيف، لكن لم يحظى حفل الاستقبال للرئيس الأمريكي بنفس البهاء الذي كان عليه الآن لرئيس الدولة الصينية.
شاهد أيضاً: أسرار اغتيال الرئيس الأمريكي «كينيدي» في طريقها إلى العلن!