ماذا سيحمل 2023 في العلاقة ما بين واشنطن وبكين؟!
على الرغم من أن ختام العام الراهن قد حمل بين طياته مؤشرات على إذابة جليد العلاقات بين الولايات المتحدة والصين بلقاء جمع الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ، بمدينة بالي الإندونيسية، فإن مراقبين وخبراء يتوقعون تصاعد التوترات الجيوسياسية بين واشنطن وبكين في العام 2023.
ويرى محللون للعلاقات الدولية، أن العديد من القضايا ما تزال مُرشحة لتأجيج الخلاف بين القوتين العظمتين عالمياً، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتي ستكون فرصة لأن تصبح الصين بمثابة «أكياس الملاكمة» لمعظم المرشحين، الذين يسددون ضرباتهم صوبها.
بعد ساعات من قمة بايدن وشي فيتشرين الثاني الماضي، أعلن البيت الأبيض قيام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بزيارة إلى الصين مطلع عام 2023، ستكون هي الأولى من نوعها على هذا المستوى منذ العام 2018، والتي تأتي من أجل مواصلة المحادثات بين البلدين.
أعربت وزارة الخارجية الصينية، عن أملها في أن تتمكن الولايات المتحدة من التلاقي مع الصين في منتصف الطريق، لتعزيز التعاون متبادل المنفعة بين الجانبين.
تابعونا عبر فيسبوك
وأكد بايدن في وقت سابق، أن بلاده ستواصل التنافس بقوة مع الصين، لكن لا ينبغي أن تنحرف تلك المنافسة إلى صراع.
تحتل أزمة تايوان حيزاً كبيراً في مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، وباتت بؤرة الصراع بينهما عقب زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، إلى الجزيرة.
وتعتبر المواجهة في بحر الصين الجنوبي من إحدى القضايا التي تمثل مصدراً للتوتر بين واشنطن وبكين، إذ تؤكد أحقيتها على معظم البحر الذي بنت فيه جزراً اصطناعية لتعزيز قوتها في المنطقة.
التنافس التجاري والاقتصادي أيضاً مصدر آخر للصراع، في وقت تسعى الإدارة الأمريكية إلى تحجيم توسع نظيرتها الصينية في العديد من البلدان، وبمجالات عدّة على رأسها الصناعات الإلكترونية.
ويقول المختص بالشؤون الصينية، زهيقون زو، إنه في حين أن الابتسامات في الاجتماع الشخصي الأخير بين شي وبايدن في بالي، ربما تكون قد رسمت صورة وردية للعلاقات بين البلدين، إلا أن السياسة الداخلية، خاصة في الولايات المتحدة، قد تؤجج التوترات في العلاقات الثنائية في العام الجديد.
وأشار زو، إلى أن الصين وأمريكا منخرطتان في منافسة حادة بعدد من المجالات، والثقة منخفضة بينهما، مضيفاً أن اجتماعاً واحداً لن يحل كل المشاكل التي تفسد العلاقة، ومع ذلك فمن المهم إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة.
وتابع قائلاً: استأنف الجانبان الحوار بشأن تغير المناخ والشؤون العسكرية بعد قمة “بايدن وشي”، لكنهما بحاجة إلى بذل المزيد الآن لإحياء العلاقات الثنائية، مشيراً إلى أن التطورات في تايوان ستؤدي أيضاً إلى إحباط انفراجة العلاقات الأمريكية الصينية في عام 2023 وما بعده.
من جانبها، قالت الخبيرة في الشؤون السياسية الصينية والآسيوية، نادية حلمي: إنه «مع استمرار توسع مبادرة طريق الحرير الصينية، والتنامي المطرد للقدرات الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية لبكين، فإن التصادم مع القوة الأمريكية بات مرشحاً للتزايد في عدد من الجبهات حول العالم».
وأشارت حلمي، إلى أن أبعاد الخلاف ستتجلى في محاولة الصين بدورها بناء تكتلات قوية، وتقوية شبكة علاقاتها بالحلفاء كروسيا وإيران، حتى على مستوى المناورات العسكرية والبحرية المشتركة.
يُتوقع في 2023 اشتداد حدة التنافس بين أميركا والصين في مجال التكنولوجيا، في ظل فرض أميركا لسلسلة من القيود الصارمة على صادرات أشباه الموصلات إلى الصين.
وتعمد الصين، إلى تعزيز مكانتها على الساحة الدولية والترويج لما تطلق عليه «دبلوماسية الدول الكبرى ذات الخصائص الصينية».
في حين تظل أمريكا ثابتة في هدفها المتمثل في «التفوق على الصين»، بالرغم من تكثيف الاتصالات بين البلدين.
شاهد أيضاً : بريطانيا وأمريكا دعم جديد لأوكرانيا.. حرب الوكالة مستمرة!