آخر الاخبارسياسة

2023.. ما هي أبرز الصراعات التي يمكن أن تتطور إلى حروب عسكرية ؟!

مع انطلاقة العام الجديد، قامت المنظمات الدولية العاملة في مجال النزاعات بتحديد أبرز الصراعات والأزمات حول العالم، ورجحت المنظمات إمكانية أن تتفاقم وتتطور خلال الفترات المقبلة، وخاصة مع استمرار الحرب الأوكرانية والتي تعطي الفتيل للعديد من الأزمات الأخرى، وتمهد الطريق للمزيد من العنف الأوسع حول العالم.

ومع تصاعد حدة الحرب الأوكرانية والمخاوف من انحدارها نحو حرب نووية، أو على الأقل حرب واسعة تمتد ساحتها خارج الحدود الأوكرانية، هل سيشهد عام 2023 خوض القوى الكبرى للحرب أو كسر ما يقرب من 80 عاماً من المحرمات النووية؟

حتى الآن، الحرب الأوكرانية مستمرة منذ 24 شباط 2022، ولكن بعد ما يقرب من عام من القتال، لا يبدو أن هناك نهاية تلوح في الأفق، كانت خطة الكرملين تنفيذ عملية عسكرية سريعة، لكن موسكو اصطدمت بمقاومة أوكرانية شرسة مدعومة من الغرب بأسلحة أكثر قوة.

ومع ذلك، رفعت موسكو الرهان وحشدت نحو 300000 جندي إضافي بعد أن أعلنت أيضاً ضم أجزاء من أوكرانيا، الأمر الذي ترفضه الحكومة الأوكرانية، وتقول: أنها لن تدخل مفاوضات وقف للحرب قبل انسحاب روسيا من جميع أراضيها، بما فيها شبه جزيرة القرم.

تابعونا عبر فيسبوك

ويشير بعض التفاؤل إلى أن كييف وموسكو ستتراجعان، ففيما تأمل موسكو في أن يؤدي برد الشتاء وأسعار الغاز المرتفعة إلى إفساد الدعم الأوروبيين لأوكرانيا، يعتقد عديد من العواصم الأوروبية أن هزيمة أوكرانيا قد تسهم في تشجيع موسكو، ما يعرضهم للخطر، أما السيناريو الكارثي بتصعيد نووي محتمل بين الناتو وروسيا فقد بذلت موسكو والعواصم الغربية جهداً لتجنب ذلك.

في الواقع، أنشأت الحرب، على الأرجح، أعلى مخاطر المواجهة النووية منذ ستين عاماً ومهدت الطريق لما يمكن أن يكون مواجهة طويلة، إذ تستعد أوروبا لمواجهة أكثر خطورة من أي وقت مضى، مهما حدث في أوكرانيا.

الحرب الأوكرانية، كان لها تأثيراً حاداً بشكل خاص في جنوب القوقاز، فبعد عامين من الحرب الأخيرة حول إقليم قره باغ، والتي استمرت لـ6 أسابيع وانتهت بانتصار لصالح أذربيجان، يبدو أن أرمينا وأذربيجان تتجهان نحو مواجهة أخرى، خصوصاً أن المتاعب الروسية في أوكرانيا أدت إلى زعزعة الحسابات في المنطقة، وفقاً لمجموعة الأزمات الدولية.

وفي أعقاب الوساطة الروسية التي تمخض عنها وقف لإطلاق النار ونشر قوات حفظ السلام، لم تستطع القوات الروسية وقف عدة اشتباكات خلال العام الماضي، كما ألقت الحرب في أوكرانيا بظلالها على محادثات السلام، التي كان من المفترض أن تؤدي إلى فتح التجارة في المنطقة، فمنذ بدء الحرب باتت موسكو تنظر إلى دبلوماسية الاتحاد الأوروبي على أنها جزء من جهود أوسع لكبح نفوذ روسيا، ونتيجة لذلك، هناك خطر حقيقي ينذر بأن فشل المحادثات قد يقود إلى تصعيد آخر يأخذ المنطقة إلى حرب جديدة.

على الجانب الأخر، وفي الوقت الذي تتصاعد فيه أزمة برنامجها النووي، فضلاً عن الاتهامات لطهران بإمدادها روسيا بالطائرات المسيّرة التي تستخدمها لضرب البنية التحتية في أوكرانيا، أدت إلى جعل إيران محط اتهامات غربية متعددة.

المحادثات لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، المتوقفة منذ أوائل أيلول 2022، أصبحت الآن في حالة جمود عميق، إذ حققت قدرة طهران النووية قفزات كبيرة على مدى السنوات القليلة الماضية، ويبدو أن اللحظة التي تأمل الولايات المتحدة وحلفاؤها في تجنبها منذ فترة طويلة، عندما يتعين عليهم الاختيار بين إمكانية حصول إيران على قنبلة نووية، أو استخدام القوة لمنع حدوث ذلك، بدأت تظهر.

وبينما تنتظر طهران قدوم تشرين الأول 2023 الذي تسقط فيه قيود الأمم المتحدة على الصواريخ البالستية الإيرانية، فإن الخيار الوحيد أمام الغرب لاحتواء انتشار الصواريخ والطائرات بلا طيار في إيران، ولا سيما تلك التي تذهب لمساعدة روسيا في أوكرانيا، هو إعادة عقوبات الأمم المتحدة، الأمر الذي من المرجح أن يدفع إيران إلى الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وهو سبب محتمل للحرب بالنسبة إلى الولايات المتحدة و”إسرائيل”.

أما على الجهة الصينية، فتعتبر الأزمة التايوانية إحدى أبرز مسارح الصراع بين واشنطن التي تسعى وراء الحفاظ على السيادة في المنطقة، وبكين العازمة على إعادة الجزيرة إلى سيادتها الكاملة، ولطالما كان التوحيد هدفاً رئيسياً للصين التي تقول: إنها «تأمل في أن يحدث هذا بشكل سلمي، لكنها لن تستبعد القوة».

التقييمات القادمة من الولايات المتحدة تشير إلى أن شي جين بينغ حدد عام 2027 موعداً يمكن للجيش الصيني بحلوله أن يكون قادراً على ضم تايوان، لكن الأزمة اشتعلت في الصيف الماضي، عندما زارت رئيسة مجلس النواب الأمريكي المنتهية ولايتها نانسي بيلوسي العاصمة التايوانية تايبيه، رداً على ذلك، أجرت بكين تدريبات عسكرية غير مسبوقة حول تايوان، ونشرت سفناً حربية وطائرات عبر «الخط الوسطي»، والذي كان بمثابة الحافة المتفق عليها ضمنياً للنشاط العسكري الصيني في مضيق تايوان لعقود.

شاهد أيضاً : بايدن يرفض اقتراح كوريا الجنوبية بإجراء مناورات نووية

زر الذهاب إلى الأعلى