سامسونغ تترنّح.. انخفاضات متتالية للأرباح قد تهدّد مستقبلها!
في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تشهدها دول العالم، والتي كانت نتيجةً لمرور الاقتصاد العالمي بتداعيات جائحة كـ.ورونا ومن ثم أتت الحرب الأوكرانية لترخي بتبعياتها على المستوى الدولي، لتشهد مختلف القطاعات اختناقات اقتصادية خلال العام الماضي، وتسجل مختلف الاستثمارات الاقتصادية خسائر بمستويات غير مسبوقة، حيث انخفضت أرباح شركة “سامسونغ” بأكبر نسبة خلال أكثر من عقد، في إشارة إلى أنَّ التباطؤ الاقتصادي العالمي قد يضر بالطلب على الإلكترونيات أكثر مما كان متوقَّعاً.
وتكافح أكبر شركة في كوريا الجنوبية مع ضعف الطلب على رقائق الذاكرة والهواتف الذكية والشاشات، إذ يحد المستهلكون من الإنفاق في العطلات وسط ارتفاع معدلات الفائدة والتضخم، بالإضافة إلى مشاكل الطلب، فشركة “أبل” أحد أكبر عملاء “سامسونغ” لشاشات العرض ورقائق الذاكرة، عانت من تأخيرات في الإنتاج في مجمع تجميع “أيفون” في مدينة تشنغ تشو الصينية.
تابعونا عبر فيسبوك
وانخفضت أرباح “سامسونغ” التشغيلية بنسبة 69% لتصل إلى 4.3 تريليون وون للأشهر الثلاثة المنتهية، وهي أدنى عن متوسط تقديرات المحللين البالغة 6.7 تريليون وون، وانخفضت المبيعات إلى 70 تريليون وون، وفقاً لبيان الشركة، ومن المقرر أن تقدّم “سامسونغ” بياناً مالياً كاملاً مع صافي الدخل، ومعلومات عن أداء الأقسام في 31 من الشهر الجاري.
وتضيف البيانات ضغوطاً على “سامسونغ”، أكبر صانع لشرائح الذاكرة في العالم، لتغيير التوجه وخفض الإنتاج والنفقات الرأسمالية، مما يغذي الآمال في حدوث تحول.
وربحت أسهم “سامسونغ” حوالي 1% بعد التأرجح بين المكاسب والخسائر عند فتح السوق، كما ارتفع سهم شركة “ريفال إس كي”، بنحو 1%، بينما قفزت أسهم مورّدي الرقائق الكوريين.
وقال سانجيف رانا المحلل في “سي إل إس إي”: أصرّت “سامسونغ” على غياب خطط لخفض النفقات الرأسمالية أو المعروض، لكنَّ التدهور السريع في الطلب وتدهور الربحية يعني أنَّ الإدارة قد تضطر إلى التفكير فيما لا يمكن تصوره، أي تخفيضات إنتاج شرائح الذاكرة.
في حين تشير مستويات مخزون “سامسونغ” إلى حدوث تحول في الربع الثاني، لكنَّ الخفض المحتمل في إنتاج شرائح الذاكرة قد يعني حدوث تحول “قبل ذلك بقليل”، بحسب ما قال دانييل يو، رئيس الأصول العالمية في “يانتا سيكيوريتيز كوريا”.
بعد زيادة الإنتاج إلى مستويات قياسية لمواجهة زيادة الطلب في عصر الوبـ.اء، كان على صانعي الرقائق منذ ذلك الحين خفض الإنفاق على الإنتاج الجديد وخفض التكاليف لمواجهة ذلك.
وأشارت “سامسونغ” في السابق إلى أنَّه ليس لديها أي خطط فورية لخفض الإنتاج، منذ ذلك الحين، تسارع انخفاض أسعار شرائح الذاكرة مع اشتداد المنافسة على العملاء.
وتفاقمت الأزمة في سوق شرائح الذاكرة بسبب العقوبات الأمريكية على بعض الصادرات المتعلقة بالشرائح إلى الصين، مما أضرّ بالطلب من بعض عملاء “سامسونغ” الرئيسيين، وانخفضت مبيعات الرقائق في كوريا الجنوبية، وهي رائدة الطلب العالمي على التكنولوجيا، بنسبة 29% عن العام السابق في كانون الأول، في خامس انخفاض شهري على التوالي وفي أعقاب أكبر انخفاض سنوي منذ عام 2009 في تشرين الثاني.
شاهد أيضاً : سوق العقار البريطاني يصاب بالشلل.. والسبب!