سوريا تسترد أكثر من 35 ألف قطعة أثرية أصلية
خاص – نور ملحم
كانت الآثار والمواقع الأثرية إحدى أبرز ضحايا الحرب في سوريا، حيث تعرضت الكثير من المواقع والمتاحف للنهب والسرقة، ووجدت طريقها إلى خارج البلاد.
ولم يعرف حتى الآن الخسائر الحقيقية التي لحقت بالآثار السورية، بسبب عدم المقدرة على معاينة الكثير من المواقع وتحديد الأضرار التي لحقت بها.
وزيرة الثقافة الدكتورة “لبانة مشوح” أكدت في تصريح لـ “كيو ستريت” وجود الآلاف من القطع الأثرية استردت وبعضها محطم وبعضها يحتاج إلى ترميم وقد أعيد ترميمها بعدما حاولت المجموعات المسلحة سرقتها وإخراجها من سوريا.
واوضحت أنه “أكثر من 35 ألف قطعة أثرية وكلها قطع أثرية أصلية تعود لفترات مختلفة ومنها السرير الجنائزي إضافة إلى التماثيل النصفية كانت جميعها معدة للتهريب خرج سوريا”.
وأضافت الوزيرة السورية إنه “من المجموعة المستردات الأثرية التابعة للحقبة الكلاسيكية عرض مجموعة من الأساور الزجاجية تعود للفترة الرومانية في القرن 3_4 للميلاد وسراج برونزي روماني وتعليقة تابوت من البرونز نقش عليها رأس أثينا”.
وأردفت أن “هناك مجموعة المستردات الأثرية التابعة للحقبة الإسلامية منها مجموعة نقود ذهبية تابعة للفترة الفاطمية وآنية خزفية على شكل إمرأة جالسة لونها فيروزي، كما يوجد عدد من المنحوتات التدمرية المرممة من قبل فريق مشترك ما بين سوريا وروسيا”.
تابعنا عبر فيسبوك
بدوره، أكد الدكتور “همام سعد” مدير التنقيب والدراسات في مديرية الآثار والمتاحف في تصريح لـ “كيو ستريت” تعرضت الكثير من المواقع الآثرية للسرقة والنهب والتدمير إضافة للتنقيب غير المشروع، مبيناً أنه “تم استيراد الآلاف من القطع بعد استعادة السطيرة عليها، حيث كانت محفوظة ومحضرة للسرقة خارج القطر”.
وأشار السعد بأنه “لدى المديرية فريق مختص يقوم بفحص القطع لمعرفة مكان الذي سرقة منه أي قطعة مستردة تم التعرف على قطع من الشمال السوري ومن الجنوب محافظة درعا ولكن للأسف لدينا العديد من القطع ما زالت مجهولة الموقع ولا نعرف من أي منطقة تمت سرقتها”.
وبيّن أن “المديرية أنشأت مكتب استرداد القطع لملاحقة هذه القطع، ومتابعة أي قضية تثار في وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الإجتماعي، ويتم متابعتها عبر الأقنية المختلفة كالأنتربول الدولي وعبر الجهات القضائية وغيرها، ولدينا أكثر من قضية، ويذكر كمثال على ذلك أوقفنا بيع أكثر من قطعة أثرية في المزادات العالمية كما حصل في لندن، حيث نجحنا بوقف بيع تمثال آشوري يعود إلى نهاية القرن الثاني قبل الميلاد، عثر عليه في دور كاتلين أو ما يسمى تل الشيخ حمد شرقي دير الزور”.
هذا، وقد وثقت المديرية العامة للآثار والمتاحف 710 مواقع ومبان أثرية تعرضت للتخريب، وتراوحت الأضرار بين التخريب الجزئي، والاندثار أو التهدم الكامل، كما في تل مقداد الكبير في درعا، والجامع الأموي بحلب.
وكانت عمليات الحفر والتنقيب غير الشرعي من أكثر التعديات، خاصة في المواقع التي خرجت عن السيطرة، ومن تلك المواقع استخرجت لقى أثرية لا يعلم أحد نوعها وعددها، إلا عبر توقعات تستند إلى قرائن.
شاهد أيضاً: مقترح.. خط قطار بين “العراق وسوريا”