«البازارات».. مصدر قوت لمئات السوريات ضمن الظروف المعيشية الصعبة
نور ملحم
تحجز “أميمة الأتاسي” ركناً دائماً في البازارات لبيع منتجاتها من الأعشاب الطبية والكريمات الطبيعية، حيث تنتقل من فندق إلى أخر لعرض بضائعها وتسويق منتجاتها إذّ بتن يؤمنّ دخلاً يساعدها على إعالة أسرتها.
تقول “الأتاسي” لـ “كيو ستريت”: “مشروعي الصغير غير مجرى حياتي وساعدني على تربية أولادي الأربعة بعد استشهاد زوجي، حيث أصنع كميات كبيرة قبل أي مشاركة بهدف بيعها مباشرة للزائرين والتي باتت مطلوبة بشكل مقبول فمنتجاتي المصنعة من أجود المواد العشبية التي تنتج في قريتي في ريف الساحل السوري لذلك لاقت إستحساناً من الزبائن وبات الكثير يتصل بي ويطلب كميات لابأس بها”.
تشير الخمسينة، إلى “حرصها على الاشتراك بشكل دائم في أيّ بازار تسمع به حتى أنها باتت تتنقل ما بين المحافظات السورية”.
وأصبحت البازارات التي تقام في المناطق السياحية والفنادق والصالات الكبيرة فرصة تنتظرها بعض السيدات من اصحاب المشاريع الصغيرة لعرض انتاجهن من الأعمال اليدوية التي تتنوع بين تصنيع مواد التجميل الطبيعية والاكسسوارات والملابس والتحف والفضيات والتطريز والأدوات المنزلية وغيرها من ابداعات مشغولة بحرفية عالية وبأسعار منافسة عن الأسواق المحلية.
وتعتبر “علاء المحمد” مصممة إكسسوارات يدوية أن “البازارات فتحت أفاق واسعة للفتيات الذين يعملون معها في ورشتها الصغيرة بحي باب توما”، مؤكدة في تصريحها لـ “كيو ستريت” وجود إقبال لا بأس به ضمن الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة، فالبازارات والمعارض تحقق ربحاً كبيراً رغم عروض الأسعار المخفضة التي نقدمها.
وأوضحت أن “الجودة في الصناعة وجمالية التصميم التي تجمع التراثي مع الحديث لاقت قبولاً كبيراً لدى الزبائن الباحثين عن التميز”.
تابعونا عبر الفيسبوك
دعم حكومي
بالمقابل تؤكد سيدة الأعمال مروة الأيتوني والتي نظمت العديد من البازارات والمعارض في تصريح لـ “كيو ستريت” أن المشاركة بالبازارت يكون مقابل مبلغ مالي رمزي الهدف من هذه الفعاليات توفير فرصة للاطلاع على المشغولات اليدوية المشاركة وعقد الصفقات التجارية كما تنشط العمل التسويقي فهو عبارة عن ملتقى تسويقي وتجاري للمرأة تقدم من خلاله المواهب الحرفية والأعمال اليدوية المبدعة بمهارة وتشجعها على اقتحام عالم الأعمال إضافة إلى للهدف الإنساني بمساعدة العائلات المحتاجة.
وتقام معظم البازرات في سوريا برعاية أحدى الجهات الحكومية كنوع من التنظيم لمثل هذه الفعاليات ولمنع أي نوع من الاستغلال لعرض منتجات غير سورية حيث أكد محافظ ريف دمشق صفوان أبو سعدى دعم المحافظة لجميع البازارات والنشاطات التي تدعم المرأة العاملة ولتشجيعها على الأخذ بيد أصحاب المهن والمشاريع متناهية الصغر ذات المنتجات المتنوعة والمشغولة باحتراف وجودة عالية لافتاً إلى ما يشكله أي بازار أو معرض يعد فرصة لتسويق منتجات المشاركات والترويج لها وتشجيعهن على المزيد من الإنتاج والمساهمة في دعم الاقتصاد الأسري.
60% نسبة التشغيل
بدوره، أشار إيهاب اسمندر مدير هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة أن عدد المشاريع الصغيرة والمتوسطة وصل حسب آخر إحصاء قامت به وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية مع المكتب المركزي للإحصاء إلى 780000مشروعاً موزعة في جميع المحافظات ، حيث أن معظم المشاريع في سورياهي متناهية الصغر وصغيرة، حيث بلغت نسبة المنشآت متناهية الصغر 70% والصغيرة 25% مشاريع متوسطة 5%.
وأضاف اسمندر في تصريح لـ “كيو ستريت” لدينا أطلاع على تجارب العديد من الدول العربية والأجنبية حول كيفية تنظيم هذه المشاريع وتقديم الدعم لها، هناك جهات أخرى تمنح الدعم مثل الشؤون الاجتماعية والعمل وبعض الجمعيات الأهلية وصندوق المعونة الاجتماعي وجهات أخرى وتم الترخيص مؤخراً للعديد من المؤسسات المالية المتخصصة بتمويل المشاريع المتناهية الصغر.
وختم “اسمندر” حديثه بأن “هناك تطورات مهمة في الفترة المقبلة ستنعكس إيجاباً على الوضع الاقتصادي في سوريا لكون هذه المشاريع تشكل 60% من نسبة التشغيل في سوريا”.
شاهد أيضاً: ما سبب إعراض مربي الماشية عن العيادات البيطرية؟!