الشمال السوري على صفيح ساخن.. “هيئة التحرير” تصّعد!
تتحيّن “هيئة تحرير الشام” التي وجدت نفسها مهدّدة بوجودها، بعد التقارب السوري – التركي ، الفرصة المناسبة لتأليب الحاضنة الشعبية لصالحها ضد الموقف التركي المتّحول لجهة الإقتراب أكثر مع محور أستانا.
ففي تصعيد واضح نحو تركيا، اتهم قيادي بارز في “هيئة تحرير الشام”، جهاز الاستخبارات التركي، بالوقوف خلف عملية اغتيال القيادي في القطاع الشرقي للهيئة صدام الموسى.
تابعونا عبر الفيسبوك
حيث حمّل القيادي في “هيئة تحرير الشام” جهاد عيسى الشيخ (أبو أحمد زكور)، أطرافاً في جهاز الاستخبارات التركي مسؤولية اغتيال الموسى، وذلك في سلسلة تغريدات نشرها في تويتر.
الاتهام الذي وجهه “زكور” للجانب التركي، أتى بعد تحذيرات وجهت له وللقيادي الآخر أبو ماريا القحطاني، من مغبّة استمرار نشاطهم الأمني في كلا منطقتي عمليات درع الفرات وغصن الزيتون.
حيث طلب المسؤولون الأتراك، التدقيق على الوافدين من إدلب باتجاه عفرين واعزاز، ومنع مرور قيادات “الهيئة” التي تعودت على التجول في هذه المناطق طيلة الأشهر الماضية، الأمر الذي قرأته الهيئة على أنه موقف تصعيدي ضدها.
وزادت شكوك أنقرة تجاه “تحرير الشام” لعد اتخاذ الأخيرة خطوات معاكسة للسياسة التركية في الشمال السوري، نتيجة سعي “الهيئة” المستمر لفتح قنوات اتصال مع الدول الغربية، بهدف رفع اسمها من قوائم الإرهاب.
من جهة أخرى يرّجح مراقبون، احتمالية لجوء “الهيئة” لخيار التواصل مع “قسد”، العدو اللدود لتركيا، وذلك بعد أن سيطرت “الهيئة”، على نقاط تماس مع قسد. وهو خيار غير مستبعد في ظل السياسة البرغماتية التي نتنهجها “هيئة تحرير الشام”، بالتعاطي مع الأوضاع المتغيرة في الشمال السوري.
حيث انقلبت “هيئة تحرير الشام” في مرحلة ما ، على تنظيم القاعدة وقائده أيمن الظواهري وأعلنت فك الارتباط عنه، ثم تبنت خطاب إعلامي أقرب للحالة الوطنية، كما لاحقت التنظيمات الجهادية والمقاتلين الأجانب في إدلب.
ومن غير الواضح إلى أين تتجه الأمور في الشمال السوري، لكّن المؤشرات تدفع بإتجاه احتمال توتر ميداني، بعد أن أدخلت “الهيئة” العشرات من العناصر الأمنية إلى منطقتي الباب وجرابلس شمال شرقي حلب.
شاهد أيضاً “حكومة دمشق”.. مؤشر جديد على تطبيع سوري – سعودي محتمل