لا أحد يعيش هنا.. هل انتهى خطر «تشرنوبل»؟
لا أحد يعيش هنا، ولا أحد يستطيع العيش هنا أساساً.. بلدة «بريبيات» شمال أوكرانيا، تم ترحيل سكانها قبل 36 عاماً، وقالوا لهم سنعيدكم بعد 3 أيام، ومنذ ذلك الوقت لم يعد أحد!
«بريبيات» البلدة الأخطر!.. إنها كذلك لأنها كانت الأقرب إلى المفاعل «رقم 4» في محطة «تشرنوبل» النووية، حين فشل اختبار للسلامة في هذا المفاعل وسجّل أكبر كارثة نووية في العالم.
في يوم من أيام الربيع عام 1986، وكانت أوكرانيا حينذاك واحدة من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق..
مئتا عامل وموظف كانوا يجرون اختبارات في مفاعل «تشرنوبل» النووي.. وفجأة حدث ارتفاع مفاجئ بلغ 4 آلاف درجة مئوية، صهرت لبّ المفاعل «رقم 4».. ثم انفجر!
توالت انفجارات مدوية، نسفت المفاعل بشكل كامل.. حمم من الوقود النووي أشعلت حريقاً استمر لـ10 أيام.
قُتل 31 شخصاً، بعضهم قتل من شدة الانفجار، والبعض الآخر قتله تعرّضه لكم هائل من الإشعاع.. وأصيب في الكارثة أكثر من 2000 شخص
تسرّبَ إشعاع نووي يعادل 500 قنبلة من تلك التي سقطت على هيروشيما في اليابان.
تم إخلاء 4 قرى في أوكرانيا من السكان، و85 قرية في بيلاروسيا القريبة و31 قرية في روسيا.
بعد مرور عدة أسابيع على الانفجار، كانت العناصر المشعة قد لوثت ما مساحته 150 ألف كيلو متر مربع، أي مايعادل مساحة دولة تونس تقريباً.
قدّرت منظمات دولية وفاة ما بين 10 – 90 ألف شخص، نتيجة إصابتهم بسرطان الغدة الدرقية المميت، بسبب تعرضهم لإشعاعات «تشرنوبل»
تابعونا عبر فيسبوك
بعد أكثر من 30 عاماً.. هل انتهى خطر الكارثة؟
عقب الكارثة قامت السلطات في أوكرانيا بدفن وتغليف المفاعل المعطوب بالخرسانة المسلحة، لمنع تسرب المزيد من الإشعاعات.
لاحقاً، حدثت تشققات في الغلاف، فعملت أوكرانيا بدعم دولي على بناء خيمة من الفولاذ على شكل حزام حول المفاعل «رقم 4».
في المنطقة العازلة المحيطة بمحطة الطاقة المهجورة هناك أتربة ملوثة بالإشعاعات.. وهناك تحت المفاعل تنام أطنان من النفايات النووية
قبل أيام شنت روسيا حرباً ضد أوكرانيا، وسيطرت قواتها على محطة «تشرنوبل»..
عقب دخول القوات الروسية المنطقة ارتفع مستوى التحذير، وقيل إن مستويات الإشعاع ارتفعت بحوالي 20 مرة عن المستويات الطبيعية.
الهيئة النووية في أوكرانيا كشفت أن سبب ارتفاع مستويات الإشعاع هو حركة المركبات العسكرية الثقيلة التي تثير أتربة ملوثة في المنطقة وتؤدي إلى تصاعد الغبار المشعّ.
تعليقاً على ماحدث قال خبراء إن وقوع كارثة نووية أخرى في المنطقة «احتمال ضعيف للغاية».
بسبب مافوق الأرض وماتحتها في «تشرنوبل» فإن مخاطر النشاط الإشعاعي متواصلة.
آلاف العمال يعملون هناك بشكل مكثف لإنهاء الخطر الإشعاعي، ومن المنتظر أن يتم الانتهاء من تفكيك المحطة النووية وإزالة مخلفات الإشعاعات وآثارها بالكامل عام 2065.
فهل يتم إزالة هذا الخطر قبل أن تقع كارثة أخرى لا يمكن التنبؤ بأسبابها، بعد أن أصبحت أوكرانيا أرض حرب؟!
شاهد أيضاً: «موسكو» تجمع الحمض النووي لزعماء العالم !