آخر الاخباررئيسيسياسة

في ظل العقوبات الغربية.. مبادرات تطوعية لإنقاذ ضحايا الزلزال

ازدحم أحد أزقة المهاجرين في دمشق بمئات المتطوعين والأهالي على مدار الساعة للمشاركة في مساندة ضحايا الزلزال، رغم درجات الحرارة التي انخفضت إلى ما دون الصفر، وفي ظل ظلام دامس لا تكسر حدّته سوى إضاءة بسيطة نتيجة انقطاع التيار الكهرباء.

ويأتي ذلك لتأمين مختلف أنواع التبرعات للمدن والمناطق السورية التي طالها الزلزال المدمر فجر الإثنين الماضي.

وينقسم المتطوعين، إلى أشخاص يستقبلون أكياساً تحتوي ملابس شتوية ومواد غذائية وحليباً للأطفال وأدوية وغيرها من الأمور الضرورية، وآخرون يعملون على فرزها وترتيبها، وفريق ثالث يوضّبها ضمن مجموعات، أو يؤمن وضعها ضمن السيارات الكبيرة التي ستنقلها تباعاً إلى محافظات حلب واللاذقية وجبلة بشكل أساسي.

وقال متطوعين: “حجم العمل كبير جداً، لم ننم منذ يومين، نشعر وكأننا في كابوس طويل، لا نعرف متى سنستيقظ منه”.

وينوّه إلى أثر كبير لما تقوم به الفرق التطوعية التي نشطت في مختلف المحافظات، في تخفيف آثار الكارثة على آلاف العائلات المنكوبة، والتي تحتاج اليوم إلى أبسط المقومات بعد دمار منازلها وتشرّدها وخساراتها الكبيرة.

تابعنا عبر فيسبوك

وبلغت حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا بشدة 7.8 على مقياس ريختر، أكثر من 2900 حالة وفاة و5000 إصابة في عموم سوريا، والعدد مرشح للازدياد خاصة في المحافظات الأكثر تضرراً وتشمل حلب وإدلب واللاذقية وحماة، وتتوقع منظمة الصحة العالمية تضرر 23 مليون شخص في كل من تركيا وسوريا، بينهم 1.4 مليون طفل.

وعلى مدار اليومين الماضيين تحولت سوريا بأكملها إلى ما يشبه “خلية نحل” أو لنقل خلايا نحل في كل محافظة ومدينة، بهدف تأمين مستلزمات للخارجين من تحت الأنقاض، أو أولئك الذين فقدوا منازلهم أو يتخوفون من العودة إليها خشية تصدع جدرانها، ففضلوا اللجوء إلى مراكز الإيواء أو حتى افترشوا الحدائق والشوارع.

ولم يتوقف ذلك على الأنشطة التطوعية، فمواقع التواصل الاجتماعي أيضاً، خاصة فيسبوك وإنستغرام، باتت أشبه بغرف عمليات تنتشر فيها كل أخبار التبرعات والاحتياجات على مختلف أنواعها.

وفي مدينة جرمانا الواقعة في ضواحي دمشق الشرقية، فتح “ملتقى نيسان الثقافي” أبوابه يوم الأربعاء لاستقبال التبرعات أيضاً بالتعاون مع الفرق التطوعية، وخلال الدقائق الأولى امتلأ مركز الملتقى المكون من 3 غرف متجاورة بعشرات الأشخاص القادمين من كل المناطق القريبة.

“رغم التعب واستنفاد الطاقة وحتى المقدرة المادية، تفاجأنا اليوم بكميات تبرعات كبيرة جداً، أرسلنا أول سيارة وبانتظار إرسال السيارة التالية”، وفقاً لـ”سلمى الصياد” المسؤولة عن حملة التبرعات من فريق الملتقى.

وتشير السيدة الخمسينية إلى مواقف لا يمكن أن تنساها، كأن يتبرع شخص بقطعة ملابس أو غطاء شتوي، أو تعطي سيدة ما مبلغاً صغيراً للغاية، وهو كل ما يمكنها أن تساهم به.

وتضيف: “الجميع شعر اليوم بتضامن مع ضحايا هذه الكارثة، وبمسؤولية ورغبة في العطاء. السوريون دائماً قادرون على الوقوف إلى جانب بعضهم، مهما كانت قسوة الظروف”.

وتأتي هذا الجهود الشعبية، في ظل الاحتياجات الكبيرة التي تحتاجها الجهود الحكومية مع استمرار فرض الدول الغربية متمثلةً بأمريكا والدول الأوروبية عقوبات اقتصادية قاسية، الأمر الذي خلّف نقصاً كبيراً في مواد الإجلاء والإنقاذ، ما يتسبب بمزيد من الضحايا والأبنية المدمرة، في الوقت الذي ضرب فيه الزلزال مناطق واسعة من سوريا.

شاهد أيضاً : رسائل تضامن ودعم من قادة الدول العربية والأجنبية لسوريا

زر الذهاب إلى الأعلى