عودة أوروبية “شرهة” نحو الفحم الحجري.. والسبب؟
تستمر أزمة الطاقة بفرض ضغوطها على أكبر الاقتصادات الأوروبية، ما يهدد إمكانية تنفيذ التزاماتها الدولية بشأن الحياد الكربوني، وسط ضبابية الحلول والتسوية للحرب الأوكرانية.
وفي إشارة واضحة للضغوط المتصاعدة، أكد وزير الاقتصاد الألماني أنه لا مساعي جلية للتخلي عن الفحم، إلا في حال ضمان أمن إمدادات الطاقة، كما أعلنت فرنسا أنها تدرس بناء 14 محطة طاقة نووية جديدة.
وخلال مؤتمر عن التحول الهيكلي في مدينة كوتبوس شرقي ألمانيا، قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك: “لا يمكن ولا يجوز لنا أن نفعل شيئاً، من شأنه أن يعرض أمن الإمدادات للخطر ليس في منطقة لاوزيتس أو شرق ألمانيا وحسب، بل في ألمانيا”.
وفي إشارة إلى توليد الكهرباء عن طريق الفحم، قال هابيك الذي يشغل أيضاً منصب نائب المستشار الألماني أولاف شولتس: إنه في حال تأخر توسيع نطاق مصادر الطاقة المتجددة والشبكات لأي سبب من الأسباب، مثل نقص المواد أو نقص الحرفيين أو بسبب مشاكل في النقل، فعندئذ سنبقي على الاحتياطي وسنواصل توليد الكهرباء عن طريق الفحم”.
تابعونا عبر فيسبوك
في الوقت نفسه، لفت هابيك إلى أن كلفة توليد الكهرباء من الفحم البني ستزداد قريباً، بسبب ارتفاع أسعار شهادات الانبعاثات الكربونية، مشيراً إلى أن محطات الطاقة التي تعمل بالغاز يمكن أن تكون أكثر ربحاً مقارنة بمحطات الفحم، وذلك نظراً لانخفاضات الأسعار المتوقعة اعتباراً من عامي 2026/2027، وقال هابيك: إنه يجب فهم هذا السيناريو وتحليله، وذكر أن الحكومة الألمانية والأطراف المحلية لها مصلحة مشتركة في هذا.
وكان ائتلاف إشارة المرور الحاكم في ألمانيا، اتفق على تبكير التخلي عن الفحم ليصبح في عام 2030 بدلاً من 2038 في حال سارت الأمور بشكل مثالي، وتم تحديد هذا الموعد بالنسبة لحوض التعدين على نهر الراين غربي ألمانيا، ويرغب هابيك في تسريع وتيرة التخلي عن الفحم بالنسبة لحوض التعدين في شرق ألمانيا أيضاً، لكن الولايات المعنية بهذا وهي براندنبورج وسكسونيا وسكسونيا، انهالت تنتقد هذه الخطوة.
من جانبها تدرس فرنسا بناء محطات طاقة نووية أكثر مما أعلنته في توسعها المخطط له في هذا المجال.
وقالت وزيرة الطاقة الفرنسية أنييس بانييه روناشيه: “نتحدث مبدئياً عن حوالي ستة مفاعلات، وتجري دراسة بناء ثمانية إضافيين”، مضيفةً: “لكنني سألت المسؤولين عن هذه الصناعة بوضوح، هل يمكنكم بناء ما يربو على 14 مفاعلاً بحلول 2050؟”.
وأضافت بانييه روناشيه: “إن تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050 يتطلب أن ننتج المزيد من الكهرباء بصورة هائلة، احتاج لأن أقدم للبرلمان القيود الملموسة المرتبطة بهذه القدرة الإنتاجية الكبيرة، لتوضيح المدى الذي يمكن أن نصل إليه تقنياً بحلول 2050، فيما يتعلق بالطاقة الشمسية والرياح البحرية والطاقة النووية لانتقاء أفضل الخيارات لمزيج الطاقة”.
وفي سياق متصل، قال بافيل سوروكين النائب الأول لوزير الطاقة الروسي: إن بلاده ستتبنى نهجاً عملياً يحقق مصلحتها عند اتخاذ قراراتها بشأن خفض إنتاج النفط في المستقبل بعد آذار الحالي.
وقال سوروكين: إنه “من المهم فهم المبادئ” وراء قرار خفض الإنتاج، مضيفاً “لا نستهدف بيع النفط بأي سعر لمجرد المحافظة على كميات المبيعات”، مبيناً أن التقليص يهدف إلى الوصول إلى “توازن بين العرض والطلب” للنفط الخام الروسي، مما يضمن تداوله طبعاً لمبادئ السوق.
وتابع: إن اتخاذ المزيد من الإجراءات من قبل روسيا، فيما يتعلق بإنتاجها النفطي، سيعتمد على كيفية تطور السوق.
شاهد أيضاً : بوتين يفتتح أطول خط مترو دائري تحت الأرض في العالم