“تل أبيب” على صفيح ساخن.. تحذيرات من “حرب أهلــية” !
نعيش الأراضي المــ.حــ.تلة غلياناً شعبياً في جميع الاتجهات في ظل مواجهة مشحونة بين الحكومة “الإسرائيلية” والعديد من الإسرائيليين بسبب الإصلاح القضائي الذي يعتزم بنيامين نتانياهو إقراره، ما دفع محللين ومسؤولين إلى التحذير من “حرب أهلية” لم تكن يوماً في الحسبان.
وتظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين في تل أبيب ومدن أخرى، منذ صباح الأربعاء، وحاولوا إغلاق العديد من الشوارع والمحاور الرئيسية، احتجاجاً على الخطة الحكومية لإدخال تغييرات على جهاز القضاء.
وزاد الغضب بعد تشبيه نتانياهو، آلاف الأشخاص الذين تظاهروا في تل أبيب بالمستوطنين الذين احتشدوا في بلدة حوارة الفلسطينية.
وقال زعيم المعارضة، يائير لبيد: “كانت حوارة مذبحة نفذها الإرهــ.ابيون. كيف يساويهم نتانياهو بالأشخاص الذين خدموا في ساييرت ماتاكال، وطياري الأباتشي، وجنود الاحتياط والأطباء والطلاب والأشخاص الذين خرجوا إلى الشوارع اليوم؟”.
وأثار ما يحدث كتاب الرأي في عدد من الصحف الذين رأوا ما يحدث في الأراضي المحــ.تلة بأنه غير مسبوق.
وقال كبير مراسلي صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أنشيل فيفر، في مقال، إنه يبدو “من الجنون تقريباً” الانخراط في بعض التكهنات والتلميح إلى انقلاب عسكري في بلد عمره 75 عاماً.
ويتساءل فيفر ما قد يحصل في حال اشتد التوتر وبدأت الحرب الأهــ.لية بين مؤيدي حكومة بنيامين نتانياهو والموالين للمحكمة العليا والقضاء، “فهل ستقف أجهزة إنفاذ القانون والأجهزة الأمنية والجيش جانبا؟”، مشيراً إلى أن مجرد التفكير في ذلك يمرضه.
تابعنا عبر فيسبوك
وكمثال على خطورة الوضع، قال الكاتب إنه تفاجأ من لوحة إعلانية إلكترونية نشرها معهد سياسة الشعب اليهودي، تقول “إخوة أو حــ.رب”.
ويقول الكاتب إن المعهد هو آخر مجموعة يتوقع أن تقحم نفسها في هذه الخلافات السياسية، ولكن رئيسة المعهد، يديديا شتيرن، قالت إن الخطوة جاءت “لتعزيز التماسك في إسرائيل، ومنع المجتمع الإسرائيلي من الانهيار”.
أما المعلق السياسي الأميركي الشهير، توماس فريدمان، وهو كاتب عمود أسبوعي في صحيفة “نيويورك تايمز”، قال في مقال رأي إن “إسرائيل اليوم عبارة عن غلاية بها الكثير من البخار المتراكم في الداخل”.
وأضاف “تتزامن الهجمات المميتة التي يشنها شبان فلسطينيون ضد الإسرائيليين مع توسيع المستوطنات الإسرائيلية وإحراق القرى الفلسطينية من قبل المستوطنين، وكذلك مع انتفاضة شعبية ضد استيلاء رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، على السلطة القضائية. إن كل ذلك يهدد بانهيار الحكم الذي لم نشهد مثله من قبل في هذا المكان”.
وكمثال على خطورة الوضع، يقول الكاتب إن العديد من رؤساء الموساد السابقين، وهم بعض الموظفين العموميين الأكثر احتراماً في البلاد، نددوا بـ “انقلاب” نتانياهو القضائي.
ويذكر الكاتب أنه في الأيام القليلة الماضية، وقع حوالي 250 ضابطاً من قسم العمليات الخاصة في المخابرات العسكرية رسالة علنية تفيد بأنهم “سيتوقفون عن الحضور للخدمة” إذا مضت الحكومة قدما في إصلاحها القضائي الاستبدادي، وفقا لما ذكرته صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
ويشير الكاتب إلى أنها “لعبة قوة يريدها نتانياهو حتى يتمكن بنقرة، تصويت بسيط بأغلبية مقعد واحد في الكنيست، من إلغاء أي شيء تأمر به المحكمة العليا”.
تابعنا عبر فيسبوك
ويخلص المقال إلى أن هذا هو السبب في أن حركة الاحتجاج ضد هذا الانقلاب القضائي لا تزال تكتسب قوة.
وينقل الكاتب ما قاله إيهود باراك، رئيس الوزراء السابق ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي. من أنه إذا أقر ائتلاف نتانياهو هذه “القوانين الديكتاتورية الجديدة”، سيتم “إلغاؤها من قبل المحكمة العليا” باعتبارها غير قانونية. وعندما يحدث ذلك وتتخذ الحكومة خطوات لإلغاء بعض قرارات المحكمة العليا، سيتعين على “حراس” الأمن الإسرائيلي الأربعة الرئيسيين أن يقرروا من الذي يأخذون منه الأوامر”، مؤكدا أن “هذا سيخلق أزمة دستورية حادة للغاية”.
وتستغرب صحيفة “جورزليوم بوست” كيف يستمر نتانياهو في رفض المعارضة الهائلة لخطته.
وتواجه محاولات نتانياهو معارضة من فئة عريضة من الإسرائيليين من قادة التكنولوجيا الفائقة ورجال الأعمال، إلى الرؤساء السابقين لأجهزة الأمن الإسرائيلية وكذلك العديد من القادة اليهود الأمريكيين، بحسب الصحيفة.
وتتساءل الصحيفة في افتتاحيتها لماذا لا يبطئ نتانياهو العملية ويقبل بتوصية الرئيس يتسحاق هرتسوغ بتعليق التشريع وأن يستثمر الوقت بدلا من ذلك في حوار يهدف إلى خلق إجماع واسع على الإصلاحات.
شاهد أيضاً: “إسرائيل” على بعد 12 ميلاً فقط من إيران !