أولاد البطّة البيضاء وأولاد البطّة السوداء في حرب أوكرانيا
هل أنت من أبناء البطّة البيضاء أو أبناء البطّة السوداء؟
ذات حرب إسرائيلية على غزة، رفع لاعب كرة القدم المصري محمد أبو تريكة قميصه في أمم أفريقيا، تضامناً مع غزة، فعاجله الحكم ببطاقة صفراء، وهاجمته اتحادات الرياضة على طول النصف الغربي من الكرة الأرضية.. اعتبروا ذلك إقحاماً للرياضة في السياسة!
لكن وبما أن سكان أوكرانيا في الحرب مع روسيا، «بيض ومسيحيون ويشبهون الغرب كثيراً» كما تقول مراسلة أخبار أمريكية، فلا مشكلة من أن تكون «الفيفا» على رأس من يقحمون الرياضة بالسياسة، وتستبعد روسيا من الملحق الأوروبي المؤهل إلى كأس العالم، وعقوبات أخرى مماثلة!.
لا مشكلة أن يرفع علم أوكرانيا في ملاعب أوروبا، وإظهار احتجاجات رمزية على الحرب.. هذه لم تعد إنسانية، بل ازدواجية معايير وعنصرية، ومواقف سياسية ليس فيها أي مدلول أخلاقي، والدليل ببساطة أن الفيفا نددت وعاقبت كل من رياضي تعاطف مع ضحاياً أزمات أخرى، من بينها أزمات الشرق الأوسط..
لو أن المشكلة توقفت عند الرياضة والفيفا لكان الأمر «مبلوعاً»، فالفضائح وصلت إلى «حرية التعبير» التي يتغنى بها الغرب.
سقطت الدول الغربية في امتحان «حرية التعبير» مع أول رصاصة أطلقت في أوكرانيا، فحظرت القنوات والمواقع والشبكات الروسية، والسبب حسب قولها، «حتى لا تنشر أكاذيب تبرر حرب بوتين»!
في قاموس الغرب لا يتم فقط تأديب الدول الضعيفة في حال خرجت عن النص الغربي، بل يصدّع رأسها بقيم الحرية والديمقراطية والعدالة، والقيم الإنسانية.. كل هذه «القيم» نسيها الغرب في لحظة حرب مع «غريم تاريخي» هو روسيا.
تابعونا عبر فيسبوك
هنا فرّقت قيم الغرب بين أصحاب البشرة البيضاء وأصحاب البشرة السوداء، بين حرية التعبير في أوكرانيا وكمّ الأفواه في روسيا، حتى منصات التواصل الاجتماعي (فيسبوك – تويتر) سقطوا في امتحان «حرية التعبير».
وإذ يرى الغرب «المتحضّر» أن مقاومة المحتل في الشرق الأوسط «إرهاب»، فهو اليوم يفتح باب التطوع لغير الأوكرانيين للقتال في أوكرانيا، تحت شعارات مقاومة «المحتل الروسي»، علماً أنه أيضاً ووفق المنطق الدولي والغربي على وجه الخصوص فهؤلاء إرهابيون ومرتزقة وميليشيات أجنبية!
باختصار، القيم الإنسانية وفق مفهوم الغرب تخضع لتصنيف المصالح والجغرافيا والبشرة.. والحديث هنا حين يتم إقحام القيم بالسياسة.
شاهد أيضاً: إلى متى ستمتد الحرب في أوكرانيا.. ؟!