أوزبكستان.. من قبضة القياصرة إلى ديكتاتورية الاستقلال!
«جوهرة آسيا الوسطى».. وأكبر دولها سكاناً، بلاد حبيسة لا تطل على بحار أو محيطات، لكنها تمتلك رابع أكبر احتياطي من الذهب في العالم، وهي ثاني أكبر مصدّر للقطن، فيها احتياطات ضخمة من النفط والغاز.. وفيها الفحم واليورانيوم والفضة أيضاً، ونحو 7 آلاف من الآثار التاريخية المعمارية، ولكن رغم ذلك شعبها فقير!
وقعت أوزبكستان مع مناطق شاسعة من العالم تحت سيطرة روسيا القيصرية عام 1865.. هذه الإمبراطورية التي عرفت في أوساط معينة باسم «سجن الأمم»!
أمضت أوزبكستان نحو 200 سنة كجزء من الإمبراطورية الروسية، ثم انتقلت إلى حكم الشيوعية ممثلاً بالاتحاد السوفيتي عام 1917.
في السنوات الأولى من الهيمنة السوفيتية على أوزبكستان، ظهرت إجراءات إيجابية بعد سنوات من «التجهيل القيصري»، فتم محو الأمية وبناء المدارس وجلب التطوير التقني، ولكن في الوقت نفسه تم تدمير نمط الحياة والثقافة التقليدية للمجتمع المسلم هناك.
تابعونا عبر فيسبوك
في فترة الثلاثينيات، بدا وكأن نهضة صناعية بدأت في البلاد فأنشئت مصانع لمختلف الصناعات الخفيفة والثقيلة، ولكن مجيء ستالين إلى الحكم جعلها تعاني قمعاً بقيت آثاره لعقود.. فقد تنفست أوزبكستان الصعداء بموت ستالين، لكن السيطرة الصارمة بقيت مستمرة إلى حين تفكك الاتحاد السوفييتي.
استقلت أوزبكستان بانهيار الدولة الشيوعية، لكنها انتقلت إلى حكم «إسلام كَريموف»، الذي حكمها بقبضة من حديد وعرف بقسوته في إنهاء جميع أنواع المعارضات والحراكات المجتمعية، من أجل تثبيت حكمه المطلق، وصنفته منظمات حقوق الإنسان بأنه «استبدادي إلى درجة كبيرة».
صارت أوزبكستان من أكثر الديكتاتوريات جنوناً وقهراً، وواحدة من أكثر الدول سرية وانغلاقاً في العالم، وصار المهتمون بأمرها يشبهونها بكوريا الشمالية!.
لقد تسبب «كَريموف» بعزلها عن العالم بسبب استياء المجتمع الدولي من سياساته القمعية، ومع وفاته عام 2016 ووصول «شوكت ميرضيايف» إلى الرئاسة تبنى الأخير خطابات إيجابية لفك عزلة البلاد، وهي تحاول الآن مسايرة العصر.
رغم كل الثروات التي تفيض بها أوزبكستان، عانى الأوزبك من وضع اقتصادي سيء بسبب الفساد.. ولم يفلح خلفاء الديكتاتور حتى اليوم في فتح أبواب البلاد أمام الحرية والاستثمار كما تستحق.
شاهد أيضاً: الخارجية السعودية تكشف أسباب عودة العلاقات مع طهران!