بعد اتفاق بكين.. هل أصبح التطبيع بين الرياض و”تل أبيب” في مهب الريح؟!
في ظل سعي الحكومة “الإسرائيلية” لتطبيع العلاقات مع الجانب السعودي أسوة بدول خليجية أخرى، أتت الخطوة المفاجئة التي اتخذتها المملكة باستئناف العلاقات مع طهران، لتضفي المزيد من التعقيدات في مساعي “تل أبيب” لإبرام اتفاق يقضي بإقامة علاقات رسمية مع الرياض.
واعتبر زعيم المعارضة “الإسرائيلية” يائير لابيد، أن الاتفاق السعودي الإيراني يمثل فشلاً تاماً للسياسة الخارجية لحكومة بنيامين نتنياهو، وأنه بمثابة انهيار للجدار الدفاعي الإقليمي الذي “بدأنا ببنائه ضد إيران”.
وأثارت تصريحات زعيم المعارضة “الإسرائيلية”، التكهنات بشأن مستقبل العلاقات بين “إسرائيل” والسعودية التي لم تعترف بـ”إسرائيل”، ولم تنضم لاتفاقيات أبراهام المبرمة عام 2020 التي أقامت بموجبها “تل أبيب” علاقات مع جارتي السعودية، الإمارات العربية المتحدة والبحرين.
وقال براين كاتوليس المحلل بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، إن الاتفاق السعودي الإيراني الجديد قد يتسبب في حدوث فجوة أوسع بين “إسرائيل” والسعودية، في حال أسفر ذلك الاتفاق عن انفتاح دبلوماسي أوسع بين السعودية وإيران.
تابعونا عبر فيسبوك
ويضيف كاتوليس، أن “إسرائيل” تنظر إلى أي تعامل دبلوماسي مع “النظام” في طهران بالتشكيك، بحسب “فرانس برس”.
من جانبه، يرى نيكولاس هيراس الباحث في معهد نيو لاينز للاستراتيجيات والسياسات، أن الاتفاق السعودي الإيراني يمثل نصراً دبلوماسياً واضحاً لطهران و”ضربة” لحكومة بنيامين نتنياهو.
ويؤكد هيراس، أن المملكة بهذا الاتفاق بعثت رسالة قوية إلى حكومة نتنياهو مفادها أن “تل أبيب”، لا يمكنها الاعتماد على السعودية لدعم أي عمل عسكري “إسرائيلي” ضد طهران في أي مكان في المنطقة.
من جهته، المحلل السياسي السعودي عزيز الغشيان، رأى أن بلاده أعطت بهذا الاتفاق “الأولوية للتقارب مع إيران على التقارب العلني مع إسرائيل”.
وأضاف الغشيان، أن هذا التطور لا يعني أن مواصلة السعودية للعلاقات الهادئة للغاية مع “إسرائيل” سوف تتوقف، مؤكداً أن علاقة الرياض مع طهران هي أحد المتغيرات وأنها جزء من الحسابات.
وأكد أن القول بأن السعودية مهتمة فقط بإقامة علاقات مع “إسرائيل” كجزء من جبهة محتملة ضد إيران تصور “سطحي” للأوضاع.
ويعطي رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو، العلاقات مع السعودية أهمية كبيرة، حيث يعتقد أن تحسين العلاقات بين “تل أبيب” والرياض قد يسهم في زيادة الأمن في الشرق الأوسط.
تابعونا عبر فيسبوك
وعلى الرغم من عدم إقامة السعودية علاقات رسمية مع “إسرائيل”، إلا أنه كانت هناك علامات واضحة على وجود تعاون محتمل بين الجانبين.
وأبرز هذه العلامات هي تمكن عدد من الصحفيين “الإسرائيليين” من حاملي جوازات سفر أجنبية من زيارة المملكة، قبل وخلال جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن في الشرق الأوسط العام الماضي.
كما أعلنت هيئة الطيران المدني في المملكة أثناء تلك الرحلة رفع قيود التحليق عن كافة الناقلات، لتمهد الطريق بذلك أمام طائرات “إسرائيل” لاستخدام الأجواء السعودية.
وقبل أيام، ذكرت صحيفتا “وول ستريت جورنال” و”نيويورك تايمز” الأمريكيتان، أن السعودية تضغط خلال اللقاءات الخاصة للحصول على ضمانات أمنية من الإدارة الأمريكية وعلى المساعدة لإطلاق برنامج نووي مدني مقابل توقيع اتفاق مع “إسرائيل”.
لكن هذه العلامات باتت في مهب الريح بعدما أعلنت الرياض وطهران، أنهما ستعيدان فتح السفارات والممثليات الدبلوماسية في غضون شهرين، وتنفيذ اتفاقيات التعاون الأمني والاقتصادي المبرمة قبل أكثر من عقدين.
شاهد أيضاً : سويسرا توسع تخفيف العقوبات عن سوريا.. ماذا شملت ؟!