ائتلاف الدوحة.. موت سريري !
تشكّل في الدوحة أواخر عام 2012، وصف حمد بن جاسم أعضاءه بعد 10 سنوات بـ”السَلَطة” و”المخترقين” ورجال “البزنس”، مع بداية انطلاقه اعترفت به دول الخليج كـ”ممثل وحيد” للشعب السوري، ثم اعترفت به جامعة الدول العربية بوصفه “الممثل الشرعي والمحاوِر الرئيس للجامعة”، باستثناء 3 دول اعتبرته فرنسا “الحكومة الانتقالية المستقبلية لسوريا الديمقراطية”.
وبعد اعتراف بارك أوباما به كـ«ممثل شرعي وحيد» للشعب السوري، تبعته نحو 100 دولة بالاعتراف، واليوم.. ما هو محل الائتلاف السوري المعارض من الإعراب بعد 11 عاماً من الحرب؟.
عقب اندلاع الأحداث في سوريا ربيع 2011، تحركت واشنطن وأنقرة ودول خليجية لتشكيل «جسم» سوري معارض، بهدف تركيز الجهود لإسقاط حكومة دمشق.
أثمر ضغط الولايات المتحدة على الدول التي تؤثر فيها.. ومُنِحَ الائتلاف امتياز «اعتراف دولي»، جعله يحتكر صفة «المعارضة»، ويستأثر بالدعم الخارجي، بصفته ممثلاً لقوى ومصالح خارجية أكثر من كونه ممثلاً لقوى داخلية.
ولكن هذا «المجد المزيّف» سينتهي لاحقاً بطريقة دراماتيكية، أعلن الائتلاف منذ البداية برنامجه السياسي وحدد أهدافه بـ:
إسقاط نظام الحكم في سوريا.
وتوحيد ما عرف بـ«الجيش السوري الحر».
ورفض الحوار والتفاوض مع الحكومة.
تابعونا عبر فيسبوك
لم ينجح ائتلاف الدوحة بتحقيق أي بند من هذه الأهداف، بل إنه ذهب مبكراً للتفاوض، وساقته عواصم القرار الدولي والإقليمي إلى جنيف وسوتشي وأستانا.
أكثر من ذلك.. فشل في إنشاء جسم عسكري موحّد للمعارضة، وكانت السيطرة الفعلية على الأرض لتنظيمات جهادية وراديكالية وانفصالية، ليس له عليها أي سلطان، بل إنها لا تعترف بوجوده.
وحتى بعد أن تغيّرت خارطة السيطرة في سوريا، وتم حصر وجود الفصائل المسلحة في جزء من شمال غرب سوريا، ورغم تشكيله «حكومة مؤقتة» فيها، إلا أن السيطرة الفعلية هناك بقيت لحكومة الجولاني في إدلب، والفصائل الموالية لتركيا في ريف حلب!.
وظهر أن دور الائتلاف شبه معدوم على الأرض.. إن لم يكن معدوماً بالمطلق!.
الشيء الوحيد الذي يمارسه الائتلاف اليوم هو بعض اللقاءات مع ممثلين لبعض الدول من الدرجة الثالثة والرابعة، ولم يعد يتمتع بأي تأثير معتبر، حتى أن حاضنة المعارضة في الشمال صارت تصف أعضاء الائتلاف بـ«ثلّة محددة لا تتمتع بالمصداقية والكفاءة والتمثيل الشعبي»!.
بل إن البعض وصفهم بالقول إنهم «عبارة عن مجموعة موظفين يناضلون لاستلام رواتبهم في نهاية كل شهر وتنفيذ رغبات الدول»، الائتلاف المعارض اليوم محسوب كـ«ظلّ لتركيا».. الدولة التي تسابق حكومتها الزمن لاستعادة العلاقات مع الحكومة السورية، بعد أن تسبب عداؤها لدمشق بأزمة لاجئين وتداعيات اقتصادية، قد تطيح بمستقبل أردوغان السياسي!.
مستقبل الائتلاف المعارض معلّق.. بانتظار نتائج المفاوضات السورية – التركية، وهي معروفة النتائج مسبقاً مهما طال الوقت!.
شاهد أيضاً: كيف علّقت إيران على زيارة الرئيس الأسد إلى موسكو؟