الرئيس الصيني في موسكو.. هل تطفئ بكين شرارة الحرب الأوكرانية؟!
في زيارة هي الأولى له بعد إعادة انتخابه لولاية ثالثة، يصل الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم إلى روسيا، في زيارة من المرتقب أن تحمل الكثير من الرسائل والتفاهمات التي من شأنها أن تثير حفيظة الغرب، الذي ينظر بقلق إلى التطور المستمر في العلاقات بين موسكو وبكين.
ومن المقرر أن تستمر زيارة الرئيس الصيني إلى روسيا يومي 20 و22 آذار، وتأتي بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ومن المتوقع أن تكون مسائل تطوير العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين والوضع العالمي الراهن، على رأس جدول أعمال الزعيمين.
ووفقاً للخبراء فإن الزيارة ستضع الأساس لتنمية العلاقات الصينية الروسية في السنوات الخمس المقبلة، بالإضافة إلى تعميق التفاهم المتبادل بين موسكو وبكين حول القضايا الدولية والإقليمية الرئيسية.
وتشهد العلاقات الروسية-الصينية تطوراً مطرداً، حيث حققت التنمية المستدامة للعلاقات الثنائية منافع للجانبين، وعززت الاستقرار في العالم المضطرب.
تابعونا عبر فيسبوك
وأكدت روسيا والصين في أكثر من مناسبة أنهما تعارضان بقوة الهيمنة والحرب والدفع نحو حرب باردة جديدة، كما أنهما تلتزمان بشدة بتعزيز عالم متعدد الأقطاب وعلاقات دولية أكثر ديمقراطية، وذلك في الوقت الذي تسعى فيه بعض الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، إلى إحياء عقلية الحرب الباردة وفرض نظام وتوجه سياسي على الدول الأخرى.
وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ: إن الصين اتخذت باستمرار موقفاً موضوعياً ومحايداً بشأن الأزمة الأوكرانية، وتبذل قصارى جهدها من أجل مفاوضات السلام وتحقيق المصالحة بين الأطراف.
وأضاف الرئيس الصيني، أن العلاقات بين روسيا والصين تستند إلى مبادئ عدم الانحياز وعدم المواجهة وعدم التوجيه ضد أطراف ثالثة.
وأكد أن “العلاقات الثنائية بين موسكو وبكين تشكل معياراً لنوع جديد من العلاقات بين الدول، حيث تقوم وتعمل روسيا والصين باستمرار على تعزيز الثقة السياسية المتبادلة، وتلتزمان بمفهوم الصداقة الأبدية والتعاون متبادل المنفعة”.
وشدد الرئيس الصيني، أن “الزيارة الحالية لروسيا تهدف إلى تعزيز الصداقة والسلام”.
ونوه بأن “موقف الصين من التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية” يعكس وحدة وجهات نظر المجتمع الدولي، بشأن تجاوز الأزمة الأوكرانية، مشدداً على أنه سيتم إيجاد طريقة عقلانية للخروج من الصراع الأوكراني وطريق للأمن في العالم، إذا استمر الجميع في الحوار والمشاورات على قدم المساواة وبطريقة حكيمة.
على جانب أخر، أكد شي، بأنه يتعين على الصين وروسيا زيادة حجم ونوعية الاستثمار بنفس الوقت، فضلاً عن التعاون التجاري والاقتصادي، وتعزيز روابط الثقافة ودعم أنشطة الرياضة معاً.
تابعونا عبر فيسبوك
وقال الرئيس الصيني: “من الضروري تعزيز زيادة موازية في حجم ونوعية الاستثمار والتعاون التجاري والاقتصادي، وتعزيز التنسيق السياسي، وخلق ظروف أكثر ملاءمة لتطوير عالي الجودة للتعاون الاستثماري، وزيادة حجم التجارة الثنائية، وتوسيع المصالح المشتركة والبحث عن نقاط نمو جديدة”.
وأشار شي جين بينغ، “التاريخ والممارسة يظهران أنه في سياق الاضطرابات العالمية، صمدت العلاقات الصينية الروسية أمام اختبار القوة بسبب حقيقة أننا شرعنا في الطريق الصحيح لإقامة العلاقات بين الدول”.
وشدد على أنه “بالنظر إلى الماضي، فإننا ندرك بشدة أن المستوى الحالي للعلاقات الصينية الروسية لم يكن سهلاً، وينبغي الحفاظ بعناية على الصداقة التي لا تتلاشى بين الصين وروسيا”.
من جهته، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن روسيا ترفض العقوبات أحادية الجانب الغير مشروعة، مؤكداً أنه يجب رفع هذه العقوبات، مشيراً إلى أن مسار واشنطن لاحتواء روسيا والصين يزداد حدة.
وأشار الرئيس الروسي، إلى أن سياسة الاحتواء المزدوج لروسيا والصين، وكذلك أولئك الذين لا يخضعون للإملاءات الأمريكية، أصبح أكثر حدة.
وأضاف: “المسار الذي اتبعته الولايات المتحدة لاحتواء روسيا والصين مرتين، وكذلك كل أولئك الذين لا يخضعون للإملاءات الأمريكية، أصبح أكثر حدة وحزماً، يجري تفكيك بنية الأمن والتعاون الدوليين”، مشيراً إلى أنه تم إعلان روسيا “تهديداً مباشراً” والصين “منافساً استراتيجياً”.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن العلاقات بين روسيا والصين متفوقة من حيث الجودة على التحالفات السياسية العسكرية للحرب الباردة، ليس لديها قيود أو مواضيع محظورة.
في هذا الوقت، صرح منسق الاتصالات الاستراتيجية بالبيت الأبيض، جون كيربي، بأن واشنطن تنظر في دعوات محتملة غير مقبولة لهدنة في أوكرانيا عقب الاجتماع المرتقب بين الرئيسين الروسي والصيني.
وقال كيربي: “إذا أدى هذا الاجتماع إلى أي دعوة لهدنة، فسيكون ذلك غير مقبول، لأنه سيصدق فقط على مكاسب روسيا بحلول اليوم، ويمنح بوتين الوقت لتدريب أشخاص جدد والتخطيط لشن هجوم جديد في الوقت الذي يناسبه”.
وأضاف: “نأمل كما قلنا من قبل، أن يتصل الرئيس شي جين بينغ بالرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، لأننا نعتقد أن الصين بحاجة إلى الحصول على وجهة النظر الأوكرانية”.
شاهد أيضاً : الرئيس الإيراني يتلقى دعوة من العاهل السعودي لزيارة المملكة