أسعار اللحوم في سوريا تفوق القدرة الشرائية.. والسوريون “لا حول ولا قوة”!
منذ سنوات لم يشهد المواطن السوري أي انخفاض يذكر على أسعار اللحوم والداوجن في سوريا، ليصل سعرها اليوم إلى ثمانون أو تسعون ألفاً للكيلو حسب المنطقة التي تباع فيها، وهو ما يعادل حرفياً راتب موظف لشهر كامل.
“كيو ستريت” تواصلت مع المهندس عبد الرحمن قرنفلة الخبير والمستشار بالإنتاج الحيواني لتوضيح الصورة كاملة عن أسباب ارتفاع الأسعار إلى هذا الحد في سوريا.
تابعونا عبر الفيسبوك
قرنفلة أوضح أن شح الأعلاف، وعدم توفر الوقود لإنجاز العملية الزراعية في سوريا، بالتالي تراجع الإنتاج الزراعي، كلها عوامل أدت إلى تراجع حصة المواطن السوري، من اللحوم والبيض ومشتقات الألبان والحليب وغيرها.
بالتالي قال قرنفلة إن “تراجع العرض، مع ثبات الطلب إن لم نقل ازدياده، سوف يؤدي إلى ارتفاع الأسعار”.
قرنفلة أكد أن المشكلة الأكبر التي تواجه قطاع اللحوم والدواجن اليوم في سوريا، هي تخلي عدد كبير من المربين عن هذه المهنة، فالعمل في مجال تربية الحيوان من عمل صعب يحتاج إلى جهد كبير، لذلك عند خسارة راعي أغنام، أو مربي أبقار أو مربي دواجن، فهذا لا يعوّض.
الخبير والمستشار بالإنتاج الحيواني أشار إلى أن الحرب جعلت سوريا تخسر الكثير من المربين ولا زالت حتى الآن تخسر، لأن العامل دائماً يتجه للمهن المربحة، وكون قطاع الدواجن واللحوم أصبح غير مربح، فهو لم يعد عامل جذب.
قرنفلة أكد أنه “طالما يتعرض المربي لخسارة، يجب أن نواجه ارتفاع أسعار”، فالمواطن السوري يفّضل اللحوم الطازجة ولا يميل للحوم المبردة أو المفرزة، وهذا يعني أن هذه السلع يجب أن تطرح في السوق طازجة، وطالما أن تكاليف الإنتاج مرتفعة والمربون يخسرون، فهذا سيؤدي إلى توقف عدد إضافي من المربين، وبالتالي قلة المعروض من اللحوم والدواجن، وبالتالي ارتفاع الأسعار.
وقال قرنفلة إن وزارة التجارة الداخلية تدرس تكاليف الإنتاج التي تُقدم لها من مؤسسات عدة وتقارن بينها، ثم تحدّد سعر التكلفة مع هامش ربح بسيط، وطالما أن التكاليف مرتفعة، فهذا يضع وزارة التجارة الداخلية أمام خيارين، إما التسعير بأقل من التكلفة وبالتالي شلل القطاع وتوقفه بشكل كامل، أو مراعاة المستهلك ووضع سعر مناسب له.
وفي الختام ربط قرنفلة استمرار ارتفاع أسعار اللحوم خلال رمضان بحجم الطلب عليه.
شاهد أيضاً الكيلو بـ80 ألف ليرة.. ما هي أسباب ارتفاع أسعار اللحوم في اللاذقية ؟!