الجفاف في سوريا.. آثار كارثية تصيب القطاع الزراعي
أدى الجفاف المتكرر الذي تزامن مع عشر سنوات من الحرب إلى آثار كارثية على قطاع الزراعة في سوريا، سيما المناطق الشمالية الشرقية، التي طالما شكلت مركزاً زراعياً حيوياً بالنسبة للبلاد.
تقرير لمركز الإمارات للسياسات، كشف أن أحد العوامل الرئيسية التي تسهم في تكرار حالات الجفاف في شمال شرق سوريا، يتمثل في عمليات الاستخراج الجائر للمياه الجوفية، ما أدى إلى تراجع حاد في مستويات المياه الجوفية، وتسبب بجعل الأراضي قاحلة وأقل قدرة على استدامة النشاطات الزراعية، ونتيجة لذلك وجد الكثير من المزارعين أنفسهم مضطرين للتخلي عن أراضيهم والهجرة إلى المناطق الحضرية، بحثاً عن مصادر دخل بديلة.
تابعونا عبر الفيسبوك
كما أشار المركز إلى أن تَغَيُّرْ المناخ أصبح مصدر قلق متزايد في شمال شرق سوريا، لأنه يُشَكِّل تحديات كبيرة للزراعة وموارد المياه والاستدامة بشكل عام في المنطقة، ويمكن ملاحظة أثره بطرق عدة، فقد شهدت المنطقة ارتفاعاً ملحوظ في درجات الحرارة خلال العقود الماضية، الأمر الذي أدى إلى ظهور موجات من الحر المتكررة والطويلة.
وأدى ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة معدلات التبخر، ما فاقم من شُحّ المياه والتأثير بشكل سلبي على نمو المحاصيل، خصوصاً القمح والقطن والذرة وفول الصويا التي تُشَكِّلَ أغلبية المحاصيل الأساسية في سوريا.
وشهدت مناطق شمال شرق سوريا إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة تراجعاً في مستويات هطول الأمطار التي أصبح من الصعب توقعها، وأدى الجفاف المستمر إلى تراجع كبير في إنتاج القمح الذي يُعَدُّ من المحاصيل الأساسية للمنطقة، كما أدى تراجع وفرة المياه إلى عطش الحقول الزراعية وتراجع إنتاجية المحاصيل الزراعية، ما أثَّر في نهاية المطاف على الأمن الغذائي لملايين البشر الذين يعتمدون على القمح في قوتهم اليومي.
ويواجه الشعير الذي يُعَدُّ من المحاصيل الأساسية تراجعاً في الإنتاجية بسبب الجفاف، ما يؤثر في أعلاف المواشي وبالتالي الاستهلاك البشري، كما تتراجع إنتاجية الخضروات مثل الطماطم والخيار والفلفل، وزيادة عُرضة هذه الخضروات للحشرات والأمراض، وبالتالي الحد من حصول المستهلكين المحليين على المنتوجات الطازجة منها.
القطن أيضاً الذي يُعَدُّ من المحاصيل الحيوية، شهد تراجعاً في الإنتاجية والنوعية، وبالتالي تراجُع دخل المزارعين خلال السنوات الأخيرة، حسب ما أكد مركز الإمارات للسياسات.
شاهد أيضاً لأول مرة في الساحل السوري.. النجاح في زراعة نبتة “الزعفران” !