العلاقات “السورية السعودية”.. هل سيكون لها اتعكاس إيجابي على الاقتصاد ؟!
نور ملحم
حالة من الترقب تسيطر على الشارع السوري حول انعكاس عودة العلاقات بين “سوريا والسعودية”، على أمل أن يكون لها انفراجات اقتصادية وسط الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها السوريون جميعاً.
القرارات التي أصدرتها السعودية عقب زيارة الدكتور “فيصل المقداد” وزير الخارجية السوري لوزير الخارجية السعودي “فيصل بن فرحان”، كشف عن تحريك المياه الراكدة بين البلدين بعد قطيعة دامت أكثر من عقد ومن المؤكد أن أيّ انفتاح سياسي بين البلدين سيكون له انعكاس إيجابي اقتصادي على هذين البلدين.
رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية في مجلس الشعب بطرس مرجانة قال في تصريح لـ “كيو بزنس” أن هذا التقارب سيفتح أمام تنشيط حركة التجارة بين البلدين وعودة العلاقات المصرفية الهامة بينهما إضافة إلى أن عودة العلاقات سيكون لها مصلحة مشتركة وهذا مؤشر أكثر من جيد.
ولفت إلى أن “السعودية تعتبر سوق هام للمنتجات السورية ولاسيما الزراعية والصناعي منها، كما تعتبر سوريا خزان بشري للمملكة يرفد المملكة بأهم الكوادر الطبية والهندسية والتعليمية، إضافة للمنتجات السعودية التي تستوردها سوريا”.
وبيّن أن “القرارات لها بعد سياسي واقتصادي، فهي سيضفي الراحة على الأسواق، وقد تساهم بتخفيض الأسعار بحكم أن البضائع من السعودية معفية من الجمارك بحسب اتفاقية السوق العربية المشتركة.
الاقتصاد يدعم السياسة”.
بدوره، أكد الخبير الاقتصادي عامر شهدا في تصريح لـ “كيو بزنس” أهمية الورقة الاقتصادية ودعمها الأوراق السياسية، لا سيما أن الاقتصاد السوري يعيش أزمات هائلة وثقيلة، حتى إن قيمة العملة المحلية تدنت إلى حدود غير مسبوقة، ووصل سعر صرف الليرة أمام الدولار إلى 7400 ليرة للدولار الواحد، علاوة عن الخسائر الناتجة من الزلزال، والتي لا تقل عن 50 مليار دولار، وتراجع بالإنتاج.
ولفت إلى أن العلاقات الخليجية ستحسن الواقع الاقتصادي عبر اتخاذ إجراءات صحيحة وحقيقة ، مثل إلغاء العقوبات الاقتصادية أو تحجيمها من خلال الاتحاد الأوروبي وأمربكا والجامعة العربية عبر كسر الحصار.
«التصدير مستمر»
وفي سياق متصل، أشار عضو غرفة التجارة “فايز قسومة” في تصريح لـ “كيو بزنس” إلى أن البضائع السورية تصدر بشكل مستمر إلى “السعودية”، ولم تتوقف خلال السنوات الماضية، مستدركاً قوله: “لكنها كانت تدخل سابقاً إلى الأراضي السعودية بشاحنات غير سورية.. أما اليوم فتدخل محملة بالشاحنات السورية”.
وأضاف قسومة إن “البضائع التي تعبر المنافذ الأردنية وتدخل الأراضي السعودية هي عبارة عن خضار وفواكه ومواد غذائية وألبسة”.
الصادرات بين البلدين
وبحسب الاحصائيات الرسمية الأخيرة الصادرة عن هيئة العامة للإحصاء السعودية فأن الصادرات السعودية إلى سورية بلغت أكثر من 83 مليون ريال في الربع الرابع من عام 2022، بنسبة 21% على أساس سنوي، ومن أبرز السلع المصدرة من السعودية هي لدائن ومصنوعاتها والمطاط ومصنوعاته بأكثر من 78 مليون ريال سعودي.
فيما بلغت الواردات السعودية من سوريا لنفس الفترة حوالي 273 مليون ريال سعودي بنسبة 7.9 % على أساس سنوي.
وتعد المنتجات النباتية من أهم الواردات السورية إلى الأسواق السعودية بقيمة أكثر من 139 مليون ريال سعودي لذات الفترة، وفق بيانات الهيئة السعودية.