آخر الاخبارسياسة

قدرات إيران العسكرية مصدر قلق أمريكي.. ما علاقة روسيا؟!

كشف مراقبون أن الولايات المتحدة الأمريكية، ترى أن “تدفق الأسلحة إلى إيران لن يؤدي إلّا إلى تفاقم التوترات في الشرق الأوسط، وزيادة احتمالية نشوب صراع مستقبلي في ‏المنطقة، ولا بد أن يمتد صدى تداعيات خط الإمداد العسكري الجديد بين روسيا وإيران إلى خارج ساحة المعركة”.‏

وأشارت إلى أنه “على المدى الطويل، من المرجح أن يؤدي التدفق المتزايد للأسلحة إلى تفاقم التوترات في المنطقة، ويحفز الدول العربية على تعزيز ترساناتها، ويعرّض للخطر أي قوات أمريكية وشريكة لها تواجه وكلاء طهران”.

وأكدت على أنه “في إطار الترتيبات الناشئة بين روسيا وإيران لتبادل الأسلحة، تلقت روسيا مئات الطائرات الإيرانية دون طيار لقصف المدن الأوكرانية والبنية التحتية المدنية، بينما تستعد إيران على ما يبدو للحصول على الطائرة المقاتلة الروسية المتطورة من طراز “سو-35”. فضلاً عن ذلك، أفادت بعض التقارير بأن “موسكو نقلت أسلحة أمريكية وغربية أخرى تم الاستيلاء عليها إلى طهران”.

وأشار محللون، إلى أن “وصول المقاتلات الروسية إلى إيران، إلى جانب التعاون في التدريب العسكري، وتطوير الأسلحة، هو خطوة مهمة في تعميق العلاقات الأمنية بين موسكو وطهران”.

تابعونا عبر فيسبوك

وأكدت مصادر ميدانية أن ذلك يعني تغييراً في النهج الماضي، “ففي السنوات الأخيرة، عملت موسكو بعناية على التوفيق بين مبيعاتها من الأسلحة إلى طهران وعلاقاتها العسكرية والدبلوماسية الأخرى في المنطقة، وكانت الصفقة الأكثر بروزاً في العقد الماضي هي استحواذ إيران على نظام الدفاع الجوي الروسي إس 300 في عام 2016، وكانت المرة الأخيرة التي زوّدت فيها روسيا إيران بطائرات مقاتلة هي في أوائل العقد الأول من القرن الحالي، عندما قامت بتسليم ست طائرات فقط من طائراتها الهجومية الأرضية من طراز سو 25”.

وأضافت المصادر، أنه وعلى المدى القريب، قد لا يسبب خط إمداد الأسلحة الجديد من روسيا إلى إيران تغيراً كبيراً في توازن القوى العام في الشرق الأوسط، وأحد أسباب ذلك هو أن “الخسائر الهائلة التي تحلّ بالمعدات الروسية في الحرب الأوكرانية قد تدفع موسكو على الأرجح إلى تقليص صادراتها من الأسلحة”. والأهم من ذلك، “تكمن القوة العسكرية الأساسية لإيران في قدراتها غير المتماثلة، أي استخدامها للمنصات المسيّرة، وصواريخ كروز، وصواريخ باليستية، وشبكة معقدة من الوكلاء الإقليميين”.

ونوّه مراقبون إلى أنه “حتى إدخال طائرات سو-35 واستخدامها يستدعي قيام إيران بتشكيل فرقة طيارين، وتدريبها لتشغيل الطائرات، بالإضافة إلى إنشاء خط إمداد لصيانة الطائرات لكي تستمر في القيام بمهامها”. مشيرين إلى أن “العقوبات المفروضة على صناعة الدفاع الروسية واستنزاف موسكو في الحرب الدائرة ستجعل بنية الصيانة صعبة بشكل خاص، حيث سيكون الحصول على قطع غيار للمنصات الروسية حافلاً بالتحديات، ما يجعل الأمر يستغرق وقتاً طويلاً قبل أن تتمكن إيران من دمج الطائرات في قدراتها الأوسع نطاقاً لإظهار قوتها”.

وذكر المراقبون، أن “التبعات الأكبر والأكثر أهمية لهذه الشحنات هي تلك المترتبة على المدى الطويل، وتحديداً قدرة طهران على إجراء هندسة عكسية لمكونات هذه المنصات، وتكرارها، وإنتاجها بكميات كبيرة، ما سيضيف المزيد من القدرات العسكرية التقليدية إلى ترسانات إيران ووكلائها”.

وبحسب التحليلات، تمتلك إيران صناعة أسلحة متطورة، وقد نجحت تاريخياً في إجراء هندسة عكسية للكثير من المنصات، من بينها الطائرات المقاتلة والصواريخ وقطع غيار الطائرات. فبعد الاستيلاء على طائرة استطلاع أمريكية دون طيار من طراز “سانتينال آر كيو-170” في عام 2011، كشفت إيران عام 2014 عن نسخ معدّلة منها، مسلحة وغير مسلحة، تمت هندستها عكسياً.

ولفتت التحليلات، إلى أنه سيتعين على خصمي طهران الرئيسيين الولايات المتحدة و”إسرائيل”، التخطيط ليس فقط لتحقيق التوازن مع جيش إيراني يتمتع بقدرات أكثر تقدماً، ولكن أيضاً مع شبكة إقليمية من الوكلاء المجهزين من قبل إيران بأسلحة أكثر تطوراً.

شاهد أيضاً : الدنمارك تسحب عسكرييها من سوريا والعراق

زر الذهاب إلى الأعلى