هل يفقد الدولار الأمريكي هيمنته على العالم ؟!
يتوقع المستثمرون أن يتراجع الدولار عن أعلى مستوياته في عقدين، والتي بلغها العام الماضي، بينما ترى السوق فرصاً ضئيلة لشروع الاحتياطي الفيدرالي في دورة تيسير نقدي.
نحو 87% من 331 شاركوا في أحدث استطلاعات “إم إل آي في بالس” توقعوا أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة إلى 3% أو أقل، في دورة تيسير يعتقد 40% أن تبدأ هذا العام، ويتناقض هذا مع تقييم السوق التي تضع معدل الفائدة في نطاق 3.05% في غضون عامين.
التنبؤات الصادرة عن كبار المستثمرين، تشير إلى احتمالية كبيرة لتراجع مؤشر الدولار، وحصته من التجارة.
تابعونا عبر فيسبوك
ويظهر التاريخ أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يمكن أن يخفض أسعار الفائدة أكثر من البنوك المركزية الأخرى، عندما يحين موعد خفض أسعار الفائدة، بعد تحقيق مستهدفات التضخم.
ويرى المستثمرون المحترفون أن الدولار ينزلق أكثر من أعلى مستوياته في عقدين، والمسجلة نهاية العام الماضي، حيث قللت السوق من قيمة دورة التيسير القادمة للاحتياطي الفيدرالي.
في المقابل، كان المستثمرون المحترفون سلبيين على الدولار، مع وجود فجوة تبلغ 17 نقطة مئوية بين الدببة، والمضاربين على الارتفاع، أي أن هناك مضاربين يتوقعون ارتفاع الدولار، لكن فرضية تراجعه قد تدفعهم للتخلي عن العملة الأمريكية والتالي مزيد من التراجع.
ومن المثير للاهتمام أن ضغوط القطاع المصرفي ستقتصر إلى حد كبير على الولايات المتحدة ولن تتجاوز القارة، مما يعني أن الاحتياطي الفيدرالي سيضطر إلى أن يكون أكثر تشاؤماً من نظرائه العالميين، وبالتالي خفض أسعار الفائدة ترافقها تصريحات تشاؤمية، وبالتالي هبوط مؤشر الدولار.
قد يبدو الأمر غريباً للوهلة الأولى، إلا أنه توجد بالفعل سابقة تاريخية لخفض الاحتياطي الفيدرالي بحدة دون أن تحذو البنوك المركزية الأخرى حذوها.
خلال فترة الانهيار التكنولوجي في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، والسنة التي سبقت انهيار بنك ليمان براذرز، تباعدت السياسة النقدية الأمريكية بشكل جذري عن نظرائها العالميين.
لكن تشاؤم الدولار ليس مجرد نتاج لمشاكل الولايات المتحدة، إذ تعتقد مجموعة كبيرة من المستثمرين بشكل مفاجئ أن ارتفاع الين أو اليوان سيكون السبب الرئيس لانخفاض الدولار.
الين في الوقت الحالي عند مستويات متدنية، ولم يبدأ بنك اليابان أية خطوات لرفع قيمة الين، وإن أي رفع في قيمته من خلال أدوات نقدية سيؤدي إلى خفض الدولار مباشرة.
كذلك، ارتفع مؤشر المفاجأة الاقتصادية لسيتي جروب للصين بالقرب من أعلى مستوى منذ 2006 هذا الشهر، ومع ذلك ارتفع اليوان بنسبة 1% فقط مقابل سلة التجارة المرجحة.
لا يزال هناك مضاربون على ارتفاع الدولار، لا سيما بين مجتمع التجزئة، إذ تعتقد الغالبية العظمى من محبي العملة الأمريكية أن مسار سعر الاحتياطي الفيدرالي أقل من قيمته الحقيقية، مما يؤكد أن تصحيح اتجاه العملة سيؤدي في النهاية إلى تحقيق قرار السياسة.
ومن المثير للاهتمام أن خطر حدوث كارثة في سقف الديون يمر دون ذكره تقريباً، ومع ذلك، قد يجادل القليل في أن البيئة السياسية اليوم شديدة الخطورة، وأن المخاطر عالية كما كانت منذ سنوات عديدة.
حتى اليوم يرفض مجلس النواب الأمريكي رفع سقف الدين البالغ 31.4 تريليون دولار، والذي تجاوزه البيت الأبيض بتاريخ 19 كانون ثاني الماضي، وهذا يهدد استقرار الدولار في حال تعثر الولايات المتحدة عن سداد ديونها.
شاهد أيضاً:بعد انهيار أكبر بنوك أوروبا.. سلسلة من الفضائح تنكشف تباعاً!