المواد موجودة لكن تم إخفاؤها .. ما حقيقة تأثر الاقتصاد السوري بالحرب الأوكرانية؟
فوضى في الأسعار، واختفاء لبعض المواد الأساسية من الأسواق، والشماعة هي الحرب في أوكرانيا، التي كانت سريعة المفعول بالنسبة للاقتصاد السوري، فسرعان ما تأثر بنيران الحرب الأوكرانية، حيث وصلت حرارتها إلى أسعار المواد الغذائية في سوريا، إذ شهدت ارتفاعاً غير مسبوقاً وجنونياً، ما نتج عنه تخبط حكومي واحتكار من بعض التجار.
أكد المحلل الاقتصادي بشار الحجلي لجريدتنا، أن الاقتصاد السوري لا يرتبط بشكل مباشر فيما يجري بأوكرانيا، لأنه لا يعتمد على جهة واحدة في تأمين مستورداته.
وأشار الحجلي إلى أن «أوكرانيا دخلت في إطار العقوبات على سوريا ومنعت تدفق الكثير من السلع باتجاه دمشق».
واعتبر أن «ما يجري في السوق السورية هي حالة فوضى ناجمة عن قلق وخوف التجار من أي طارئ سواءً عالمي أو محلي، طويل الأجل أم قصير الأجل، وهذا القلق تحول إلى حالة من الاستغلال والجشع، تتمثل بإخفاء المواد التموينية».
الخبير شدد على أن البضاعة أخفيت من الأسواق ولم تفقد، من أجل السيطرة على السوق والتحكم بأسعاره، مضيفاً: «الدليل على ذلك أن قبل الحرب بأيام قليلة كانت الأسواق مليئة بكل ما يطلبه المواطن».
ورأى الحجلي أنه لا يوجد بائع يتفق مع الآخر على نفس السعر، وأن الأسعار توضع وفق رغبات التاجر، لافتاً إلى أن هذه العدوى انتقلت إلى المسؤولين في وزارة التجارة الداخلية، فالوزير يحدد سعر ومدير السورية للتجارة يتحدث عن سعر آخر، مؤكداً أن عدم التوافق بين السعرين يثير أزمة أكبر وهي أن المادة غير موجودة.
تابعنا على فيسبوك
كما تحدث عن حاجة المواطن إلى قرارات حاسمة قوية وفورية تخدمه وتمنع الاحتكار وغير ذلك، داعياً أصحاب القرار إلى البحث عن مصادر بديلة وهي موجودة في العالم.
وقال المحلل الاقتصادي: «العالم لم يغلق علينا كما يشاع، والتاجر السوري والحكومة السورية قادرة عبر حلفائها وغيرهم بأن تحصل على ما تريد من مواد بأسعار منافسة».
وأضاف الحجلي أن المبررات المطروحة حول ارتفاع الأسعار الجنوني لا تهم، ما يهم هو توفر المواد بأسعار تتماشى مع قدرة المواطن الشرائية.
وطالب الجهات الرقابية بأن تكون أكثر حزماً، مبيناً أن المواطن لا يثق بالجهاز الرقابي ويعتبر إجراءاته قنابل صوتية لا مبرر لها ولا صدى لها بالنسبة لواقع السوق.
السوريون يشتكون مؤخراً، من ارتفاع الأسعار للضعف تقريباً، وفقدان بعض المواد التموينية، حيث تزامن ذلك مع الحرب في أوكرانيا، التي كانت حجّة جديدة للتاجر والحكومة.
شاهد أيضاً: سوريا الأغلى بين دول الجوار!.. من ناحية المواد الغذائية