أسعار النفط تدقُ ناقوس الخطر
سيناريو المتوسط الفعلي لسعر النفط الأعلى من 100 دولار أصبح الأقرب للتحقق الآن في ظل المعطيات الحالية، مع عدم اليقين السائد دائماً في أسواق النفط العالمية.
يتجه إنتاج النفط الأمريكي إلى الارتفاع حتى عام 2050، وفقاً لمعظم السيناريوهات، مع استمرار الطلب العالمي القوي، لتظلّ الولايات المتحدة لاعباً رئيساً في الأسواق العالمية.
وكانت وكالة الطاقة الدوليّة قد توقعت أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى ذروته عند 103 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2035، قبل أن يهبط قليلاً إلى 102.1 مليون برميل يومياً بحلول عام 2050، وفق سيناريو السياسات الحالية، ما يعني أنه سيظل تقريباً عند المستويات الحالية نفسها.
تابعونا عبر فيسبوك
وبحسب تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، فإن إنتاج النفط الخام والسوائل الأخرى في الولايات المتحدة قد يرتفع بنسبة 10% بحلول عام 2050، مقارنةً بمستوى عام 2022، وفق سيناريو الحالة الأساسية.
ونشر موقع “أويل برايس” الأمريكي تقريراً استعرض فيه سيناريوهاتٍ محتملة قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط إلى 200 دولار للبرميل.
وقال الموقع، في تقريره: إن “المضاربين راهنوا على وصول سعر برميل النفط 200 دولار بحلول شهر آذار من هذه السنة.
بسبب الحرب الروسيّة الأوكرانيّة السنة الماضية، أثير جدل يتعلق بارتفاع سعر النفط إلى 200 دولار للبرميل، وذهب الخبير بيير أندوراند إلى ما هو أبعد من ذلك محذراً من أن سعر النفط قد يرتفع إلى 250 دولاراً، لأن أوروبا ربما ستفقد إمدادات النفط الروسية إلى الأبد، لكن ذلك لم يحدث نظراً لأن الدول الأوروبية حصلت على النفط الروسي عبر دول ثالثة، وهذا ما أنقذ الاقتصاد العالمي من أزمة كبيرة ناجمة عن أسعار النفط، لكن أي تصعيد كبير في هذا الصراع، ربما من خلال التدخل المباشر لحلف الناتو، قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
وأوضح الموقع أن خفض الإنتاج قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط، كما هو الحال دائماً، حتى عندما يكون ضعيفاً نسبياً بمعدّل 400 ألف برميل يومياً مثلاً، على غرار ما حدث في نزاع التصدير بين كردستان والعراق، مع ذلك، لا يعدّ خفض الإنتاج سبباً جذرياً في رفع الأسعار من أقل من 90 دولاراً للبرميل إلى 200 دولار، لذا فإن هذا السيناريو أقل ترجيحاً.
أضاف الموقع أن كل التوقعات المتعلقة بوصول سعر النفط إلى 200 دولار للبرميل للسنة الماضية تتمحور حول إنتاج النفط الروسي، وقد استندت معظم توقّعات المتنبئين الذين رأوا ارتفاع أسعار النفط إلى 200 دولار إلى الحظر الأوروبي، والأمريكي على واردات النفط الروسية، لكن هذه التوقعات لم تأخذ بعين الاعتبار خيار قيام روسيا ببساطة بتبديل المشترين وأوروبا والولايات المتحدة بالبائعين.
يعتقد بعض المحللين أن خفض روسيا إنتاج النفط سيكون رداً على العقوبات الغربية، لقد أعلنت بالفعل عن تخفيضات معينة في الإنتاج، لكن نتيجة لعجز روسيا عن التصرف فيها حسب بعض المعلقين، ومهما كان حجم التخفيضات، والسبب الذي يقف وراءها، فإن روسيا يمكنها أن تخفض إنتاجها بشكل متعمد، وهو الأمر الذي سيتسبب في قفز الأسعار.
شاهد أيضاً:تغريم شركة تبغ 635 مليون دولار لخرقها العقوبات على كوريا الشمالية