ما هو التضخّم الأمريكي الذي ينهشُ جيوب الفقراء ؟!
يعني ارتفاع معدل التضخم زيادة أسعار السلع والخدمات الأساسية مثل الأطعمة والطاقة والنقل والملابس، ما يؤدي بدوره إلى رفع تكلفة المعيشة.
النقود التي تحملها في جيبك ستشتري لك كمية أقل من المعتاد من سلعة ما.
ويحدث التضخم عندما يزداد الطلب على سلع أو خدمات ما، فإنه من الممكن أن يؤدي إلى رفع الأسعار، وعادةً ما يحدث ذلك عندما يمر الاقتصاد بمرحلة تعافٍ، ويشعر الناس بالثقة في الأوضاع الاقتصادية، ما يدفعهم إلى إنفاق المزيد من الأموال بدلاً من ادخارها.
تابعونا عبر فيسبوك
نسبة التضخم المستهدفة، والبالغة 2% تتوافق مع هدفين آخرين، وهما تحقيق أقصى قدر ممكن من التوظيف، واستمرار الاستهلاك القوي.
تضع غالبية البنوك المركزية رقماً معيناً كمستهدف للتضخم، لكن هذا الرقم لم يكن في يوم من الأيام “صفراً”، على الرغم من أن عدم رفع الأسعار هو حلم كل مستهلك.
ففي الولايات المتحدة، تستهدف اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) أن التضخم بنسبة 2% على المدى الطويل، هو هدف يجب العمل عليه، وتحقيقه باستخدام مختلف أدوات السياسة النقدية.
وتم وضع نسبة التضخم البالغة 2% على أساس سنوي في مؤشر الأسعار لنفقات الاستهلاك الشخصي، بما يتوافق مع تفويض الاحتياطي الفيدرالي لتحقيق أقصى قدر من التوظيف، واستقرار الأسعار.
وعندما تتوقع الأسر، والشركات بشكل معقول أن يظل التضخم منخفضاً ومستقراً، فإنها تكون قادرة على اتخاذ قرارات سليمة فيما يتعلق بالادخار، والاقتراض والاستثمار، مما يساهم في اقتصاد يعمل بشكل جيد.
ولسنوات عديدة، ظل التضخم في الولايات المتحدة أقل من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%، من المفهوم أن ارتفاع أسعار المواد الأساسية، مثل الطعام والبنزين والمأوى، يزيد من الأعباء التي تواجهها العديد من الأسر، خاصة تلك التي تعاني من فقدان الوظائف والدخل.
لكن في الوقت نفسه، يمكن أن يؤدي التضخم المنخفض جداً إلى إضعاف الاقتصاد، عندما ينخفض معدل التضخم إلى ما دون المستوى المطلوب، ستتوقع الأسر، والشركات ذلك بمرور الوقت، مما يدفع توقعات التضخم في المستقبل إلى ما دون هدف التضخم على المدى الطويل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
إذا انخفضت توقعات التضخم، فإن أسعار الفائدة ستنخفض أيضاً، في المقابل، سيكون هناك مجال أقل لخفض أسعار الفائدة لتعزيز التوظيف أثناء الانكماش الاقتصادي.
عندما يرفع الفيدرالي أسعار الفائدة لخفض التضخم، فإنه يتسبب في إبطاء الاقتراض، وإبطاء الاستثمار، لأن السيولة ستنتقل إلى البنوك على شكل ودائع مصرفية ذات فوائد جيدة.
كذلك، فإن رفع الفائدة يؤدي إلى إبطاء الاقتصاد من خلال تقليل السيولة النقدية بين أيدي الأسر، عبر زيادة نسب البطالة، فالبطالة ترتفع لأن الاقتصاد يتباطأ.
باختصار، يريد الفيدرالي من زيادة أسعار الفائدة عندما يكون التضخم مرتفعاً، زيادة نسب البطالة، وإبطاء النمو الاقتصادي، لأن ارتفاعها يعني استمرار الارتفاع في التضخم.
شاهد أيضاً:الدولار على خطى الجنيه البريطاني!