3 سيناريوهات محتملة لنهاية الحرب في السودان!
ما بين كر وفر وهدنة وقتال، يستمر السجال العسكري في السودان مع استراحة خامسة شكك فيها المراقبون وسط استمرار أصوات الرصاص في شوارع المدن السودانية لليوم الرابع عشر على التوالي.
فما بين قتامة الحاضر وتراكمات الماضي يعيش السودان أوقاتاً عصيبة على وقع صراع عسكري بين الجيش والدعم السريع، في بلد بات كثيرون من مواطنيه لا يجدون قوت يومهم.
هدنة خامسة لمدة 72 ساعة، وافق عليها الطرفان، أمس الخميس، ومعها طفت سيناريوهات حول ما ستحمله الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة، في ظل عدم الحسم الكامل لأي طرف على المشهد.
وبين الشد والجذب والاشتباكات المتبادلة بات السودان خريطة للصراع، يعلن كل طرف فيها مناطق سيطرة ونفوذ ويتوعد ببسط السيطرة على باقي المناطق.
أول تلك السيناريوهات هو: انتصار عسكري سريع، سيناريو يبدو غير مرجح في الوقت الراهن، بحسب ما ذكرته “بي بي سي” البريطانية، لأن كلا الجانبين يتمتعان بمزايا لصالحهما في مراحل الصراع المختلفة، رغم تسابق كل منهما على إعلان “انتصارات مبكرة”.
تابعونا عبر فيسبوك
وإن كانت شهادات أولئك الذين غادروا العاصمة الخرطوم تتحدث عن حرب شوارع تقودها قوات الدعم السريع في المدينة، وهي القدرة التي كانت لصالحها ضد خصمها التقليدي “الجيش”.
لكن المؤكد بنظر المراقبين هو أن الجيش لديه قدرة نيران أكبر بكثير، سواء كانت الدبابات أم المدفعية أم الهيمنة الجوية.
أما السيناريو الثاني يشير إلى احتمالية صراع طويل الأمد، حيث يعتقد أن “العناصر كلها متوافرة لأن تتحول البلاد إلى حرب أهلية طويلة الأمد”.
ويقول المحللون: “كان هناك الكثير من التحريض من الموالين لنظام عمر البشير السابق وحزبه المؤتمر الوطني، الذين ينتمون إلى أيديولوجية إسلامية”.
السيناريو الثالث للصراع يتجلى في فرضية انجاز اتفاق سلام، في الوقت الذي يحاول الدبلوماسيون إقناع الجنرالين بالموافقة على تمديد وقف إطلاق النار، لكن عندما يتعلق الأمر ببدء محادثات السلام لا يعتقد أحد أنه من المرجح أن تبدأ في أي وقت قريب.
ويتساءل المحللون، “لقد أمضوا سنة ونصف بعد أحداث ٢٠٢١، ما هو نوع الصفقة التي يمكن أن يتوصل إليها الرجلان والتي يمكن أن تكون مستساغة بالنسبة للسودانيين؟!”، فيما يبدو أن الجميع متفقون على أن الصفقة لن تأتي إلا من الضغط الخارجي.
ورجّح مراقبون، أنه “من الصعب تخيل فكرة أننا سنكون قادرين على الحصول على وقف كامل للصراع دون نفوذ كبير، وضغوط سياسية، وضغوط اقتصادية يمارسها الحلفاء الإقليميون”.
تابعونا عبر فيسبوك
منذ السبت الماضي، دفعت الدول الأجنبية لإجلاء مواطنيها من السودان الذي مزقته الفوضى، والذي حذر الأمين العام للأمم المتحدة من أنه “على حافة الهاوية” بعد 10 أيام من القتال الوحشي بين القوات المتناحرة.
وعلى وقع اشتداد المعارك، لجأ الكثير من السودانيين إلى النزوح لمناطق داخل البلاد أو لدول في الجوار، وسط نقص حاد في المياه والغذاء والأدوية والوقود، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي والإنترنت.
وأطلقت الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية والشرق أوسطية والأفريقية والآسيوية بعثات طارئة لإجلاء موظفي سفاراتها والمواطنين المقيمين في السودان.
وحتى اليوم، قُتل أكثر من 400 شخص وأصيب المئات، وفقاً لوكالات الأمم المتحدة، التي أفادت بأن المدنيين السودانيين “يفرون من المناطق المتأثرة بالقتال، بما في ذلك إلى تشاد ومصر وجنوب السودان”.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كان قد حذر من أن العنف في السودان “يمكن أن يبتلع المنطقة بأسرها وما وراءها”، قائلاً: “يجب أن نفعل كل ما في وسعنا لسحب السودان من حافة الهاوية”، ودعا مرة أخرى إلى وقف إطلاق النار.
شاهد أيضاً : سفير تونسي في دمشق لأول مرة منذ 11 عاماً