آخر الاخبارسياسة

دول “الجنوب العالمي” النامية.. هل انتهى دور الدول العظمي ؟!

أيام مضت على الأخبار التي تداولت مسألة الوثائق المسربة للبنتاغون، إلا أن العديد منها مازال يفشي الكثير من أسرارها حول دول العالم عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

ومن إحدى تلك الوثائق، ما نشرته صحيفة “واشنطن بوست”، أمس السبت، كاشفة عن أن الدول النامية الكبرى تسعى إلى تجنب المواجهة المتصاعدة بين الولايات المتحدة وروسيا والصين، فيما تحاول في بعض الحالات، استغلال هذا التنافس لتحقيق مكاسب خاصة بها.

وتكشف الوثيقة التي لم يتم الكشف عنها سابقاً، رؤى جديدة حول العقبات التي يواجهها بايدن في تأمين الدعم العالمي لجهوده، لاحتواء روسيا ومواجهة توسع النفوذ الصيني، مشيرة إلى أن القوى الإقليمية تحاول البقاء على مسافة بين أمريكا في مواجهتها مع الصين وروسيا.

ورأى باحثون، أن الدول النامية تعيد ضبط التوازن في الوقت الذي تواجه فيه أمريكا منافسة جديدة قوية، من الصين التي يزيد نفوذها الاقتصادي وروسيا، مضيفين أنه “من غير الواضح من الذي سينتهي به المطاف في مركز الصدارة في غضون 10 سنوات، لذا فهم بحاجة إلى تنويع مخاطرهم والتحوط من رهاناتهم”، في إشارة إلى الدول النامية.

حيث يتضح هذا في باكستان، التي تلقت مليارات الدولارات من المساعدات الاقتصادية والأمنية الأمريكية بعد 11 أيلول 2001، لكنها الآن تعتمد بشدة على الاستثمارات والقروض الصينية.

تابعونا عبر فيسبوك

ووفقاً لإحدى الوثائق المسربة، جادلت هينا رباني خار، وزيرة الدولة الباكستانية للشؤون الخارجية، في آذار الماضي، بأن بلادها “لم تعد تحاول الحفاظ على نقطة وسط بين الصين والولايات المتحدة”.

وحذرت خار، من أن “إسلام أباد يجب أن تتجنب الظهور بمظهر استرضاء الغرب”، مشيرة إلى أن “غريزة الحفاظ على شراكة باكستان مع الولايات المتحدة ستضحي في النهاية بالفوائد الكاملة لما اعتبرته شراكة “استراتيجية حقيقية” للبلاد مع الصين”.

فيما تصف وثيقة أخرى، مؤرخة في 17 شباط الماضي، مداولات رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف مع أحد مرؤوسيه بشأن تصويت قادم للأمم المتحدة بشأن الحرب الأوكرانية، وما توقعته الحكومة أن يكون ضغطاً غربياً متجدداً لدعم قرار يدين الجانب الروسي، وعندما صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 23 شباط على قرار يدين العملية العسكرية الروسية، كانت باكستان من بين 32 دولة امتنعت عن التصويت.

وبينما اجتمع حلفاء الولايات المتحدة الأساسيون في أوروبا وشرق آسيا لدعم حملة بايدن في أوكرانيا، حيث قدموا مجموعة متزايدة من الأسلحة وفطموا أنفسهم عن الطاقة الروسية، واجهت واشنطن مقاومة في أماكن أخرى.

وعندما قام بلينكن برحلة العام الماضي إلى جنوب إفريقيا، وهي قوة ناشئة أخرى أجرت مؤخراً تدريبات عسكرية مع روسيا وقد ترفض طلباً من المحكمة الجنائية الدولية باعتقال بوتين إذا كان سيزورها خلال قمة هذا العام، قال مسؤولون هناك إنهم لن يتعرضوا للتنمر لاتخاذ قرارات لا تناسبهم.

وبالمثل، الهند تتجنب الانحياز إلى جانب واحد بين واشنطن وموسكو، فإحدى الوثائق المسربة تشير إلى محادثة أجريت في 22 شباط الماضي بين مستشار الأمن القومي الهندي أجيت كومار دوفال ونظيره الروسي نيكولاي باتروشيف.

تابعونا عبر فيسبوك

أكد خلالها المستشار الهندي لباتروشيف دعم روسيا، وأشارت الوثيقة إلى أن نيودلهي كانت تعمل لضمان عدم اندلاع الحرب خلال اجتماع مجموعة العشرين برئاسة الهند، على الرغم من “الضغط الكبير” للقيام بذلك.

وفي اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في نيودلهي بعد أسبوع، أدى الخلاف حول أوكرانيا إلى الفشل في صياغة إجماع حول التحديات العالمية الأوسع.

وتظهر الوثيقة المسربة أن دوفال أشار أيضاً إلى مقاومة الهند للضغط لدعم قرار الأمم المتحدة المدعوم من الغرب بشأن أوكرانيا، قائلاً إن بلاده “لن تحيد عن الموقف المبدئي الذي اتخذته في الماضي”.

ويقول الأشخاص المطلعون على موقف الهند إنها لا تدعم روسيا في الحرب أيضاً، مشيرين إلى إدانة وجهها رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى بوتين شخصياً، لكنها اعتمدت منذ فترة طويلة على دعم موسكو في الأمم المتحدة، وليس لديها خيار سوى الحفاظ على علاقات الطاقة والاقتصاد مع روسيا.

في السياق نفسه، تقول “واشنطن بوست”، إن دول آسيا الوسطى “تتطلع إلى استغلال” هذه المنافسة والاستفادة من الاهتمام المتزايد من الولايات المتحدة والصين وأوروبا في سعيها لتقليل اعتمادها على روسيا، وفقاً لتقييم صادر في 17 شباط الماضي، من مكتب مدير المخابرات الوطنية.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن بعض المسؤولين في “الجنوب العالمي”، وهو مصطلح يستخدم لوصف أجزاء من آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، يضعون أنفسهم كجسر دبلوماسي بين الخصوم الثلاثة؛ بينهم الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي سعى إلى اكتساب دور عالمي رائد لبلاده بعد فترة من التحركات الانعزالية في عهد سلفه جايير بولسونارو.

شاهد أيضاً : المعارضة الإسرائيلية تواصل مظاهراتها للأسبوع 17

زر الذهاب إلى الأعلى